للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: كانت ستة أشهر سواء.

وقيل: كانت مئة يوم وتسعة وسبعين يومًا.

وكانت وفاته بسامرّا بالقصر المحدث، بعد أن أظهر في إخوته ما أظهر بأربع وأربعين ليلة؛ وذكر أنه لما حضرته الوفاة قال:

فما فَرِحَتْ نفسي بدُنْيَا أَخذتها ... ولكنْ إِلى الربِّ الكريم أَصيرُ

وصلّى عليه أحمد بن محمد بن المعتصم بسامرا؛ وبها كان مولده.

وكان أعيَنَ أقنى قصيرًا جَيّد البَضعة، وكان - فيما ذكر - مهيبًا.

وهو أول خليفة من بني العباس - فيما بعد - عرف قبره؛ وذلك أن أمه طلبت إظهار قبره.

وكانت كنيته أبا جعفر واسم أمه حبشيّة وهي أمّ ولد روميّة.

* * *

[ذكر بعض سيره]

ذكر أن المنتصر لمّا وليَ الخلافة كان أول شيء أحدث من الأمور عَزْل صالح عن المدينة وتولية عليّ بن الحسين بن إسماعيل بن العباس بن محمد إياها، فذُكر عن عليّ بن الحسين، أنه قال: دخلت عليه أودّعه، فقال لي: يا عليّ، إني أوجّهك إلى لحمي ودمي - ومدّ جِلْد ساعِده - وقال: إلى هذا وجّهتك، فانظر كيف تكون للقوم، وكيف تعاملهم! يعني آل أبي طالب، فقلت: أرجو أن أمتثل رأي أمير المؤمنين أيّده الله فيهم إن شاء الله، فقال: إذًا تسعد بذلك عندي.

وذُكِر عن محمد بن هارون، كاتب محمد بن عليّ برد الخيار وخليفته على ديوان ضياع إبراهيم المؤيد، أنه أصيب مقتولًا على فراشه، به عدّة ضربات بالسيف، فأحضر ولدُه خادمًا أسود كان له ووصيفًا، ذكر أن الوصيف أقرّ على الأسود، فادخِل على المنتصر، وأحضِر جعفر بن عبد الواحد، فسئل عن قتله مولاه، فأدرّ به، ووَصف فعله بد وسبب قتله إياه، فقال له المنتصر: ويلك! لم

<<  <  ج: ص:  >  >>