للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر أحداث التي كانت في سنة أربع من الهجرة]

[- (غزوة الرجيع) -]

١٤٠ - قال أبو جعفر: وأما غيرُ ابنِ إسحاق، فإنَّه قصّ من خبر هذه السريَّة غير الذي قصّه، والذي قصّه غيره من ذلك ما حدَّثنا أبو كُرَيب، قال: حدَّثنا جعفر بن عون العمريّ، قال: حدَّثنا إبراهيم بن إسماعيل، عن عمرو -أو عمر- ابن أَسِيد، عن أبي هُريرة، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عشرة رهط، وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت، فخرجوا حتى إذا كانوا بالهَدْأة ذُكِرُوا لحيّ من هُذيل، يقال لهم: بنو لِحْيان، فبعثوا إليهم مئة رجل راميًا؛ فوجدوا مأكَلهم حيث أكلوا التَّمر، فقالوا: هذه نَوَى يثرب، ثمّ اتَّبعوا آثارهم؛ حتى إذا أحسّ بهم عاصمٌ وأصحابه التجؤوا إلى جبل، فأحاط بهم الآخرون، فاستنزلوهم، وأعطَوْهم العهدَ؛ فقال عاصم: والله لا أنزل على عهد كافِرٍ، اللهمّ أخبر نبيَّك عنّا. ونزل إليهم ابن الدّثِنَة البيَاضِيّ، وخُبيب، ورجل آخر، فأطلق القوم أوتار قِسيِّهم،


= أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} قالت لعروة: يابن أختي كان أبواك منهم: الزبير وأبو بكر. لما أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أصاب يوم أحدٍ وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا، قال: من يذهب في أثرهم فانتدب منهم سبعون رجلًا قال: كان فيهم أبو بكر والزبير.
قلنا: ومعلوم أن جيش الصحابة يوم أحد كان أكثر من هذا العدد وقد فسّر بعض العلماء قولها رضي الله عنها (فانتدب لها سبعون) أي سبقوا غيرهم إلى ذلك ثم تتابع من بقي من الجيش (انظر زاد المعاد (٣/ ٢٤٣).
وأخرج الطبراني في الكبير (ح ١١٦٣٢) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما انصرف أبو سفيان والمشركون عن أحد وبلغوا الروحاء، قال أبو سفيان: لا محمدًا قتلتم، ولا الكواعب أردفتم، شرّ ما صنعتم. فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فندب الناس فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد أو بئر بني عيينة - فأنزل الله عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} وذلك أن أبا سفيان قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - موعدك موسم بدرٍ حيث قتلتم أصحابنا، فأما الجبان فرجع وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة، فأتوه فلم يجدوا به أحدًا، وتسوّقوا، فأنزل الله عزَّ وجلَّ: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجواز وهو ثقة (المجمع ٦/ ١٢١).
والحديث أخرجه الطبراني موصولًا ومرسلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>