قلنا: ومعلوم أن جيش الصحابة يوم أحد كان أكثر من هذا العدد وقد فسّر بعض العلماء قولها رضي الله عنها (فانتدب لها سبعون) أي سبقوا غيرهم إلى ذلك ثم تتابع من بقي من الجيش (انظر زاد المعاد (٣/ ٢٤٣). وأخرج الطبراني في الكبير (ح ١١٦٣٢) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما انصرف أبو سفيان والمشركون عن أحد وبلغوا الروحاء، قال أبو سفيان: لا محمدًا قتلتم، ولا الكواعب أردفتم، شرّ ما صنعتم. فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فندب الناس فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد أو بئر بني عيينة - فأنزل الله عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} وذلك أن أبا سفيان قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - موعدك موسم بدرٍ حيث قتلتم أصحابنا، فأما الجبان فرجع وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة، فأتوه فلم يجدوا به أحدًا، وتسوّقوا، فأنزل الله عزَّ وجلَّ: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجواز وهو ثقة (المجمع ٦/ ١٢١). والحديث أخرجه الطبراني موصولًا ومرسلًا.