للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المال؛ قلت: نعم، وترك عمل السلطان، وتجر بها، حتى تُوُفِّيَ (١).

[خلافة جعفر المتوكل على الله]

وفي هذه السنة بُويع لجعفر المتوكل على الله بالخلافة؛ وهو جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد ذي الثَّفنات بن عليّ السجّاد بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب (٢).

* * *

[ذكر الخبر عن سبب خلافته ووقتها]

حدّثني غير واحد؛ أن الواثق لما تُوُفِّيَ حضر الدارَ أَحمد بن أبي دواد وإِيتاخ ووصيف وعمر بن فرَج وابن الزّيَات وأحمد بن خالد أبو الوزير، فعزموا على البَيْعة لمحمد بن الواثق؛ وهو غلام أَمْرَد، فأَلبسوه درّاعة سمداء وقلنسوة رُصافية، فإِذا هو قصير، فقال لهم وصيف: أما تتقون الله! تولّون مثل هذا الخلافة؛ وهو لا يجوز معه الصلاة! .

قال: فتناظروا فيمن يولّونَها، فذكروا عدّة، فذُكر عن بعض من حضر الدار مع هؤلاء، أنه قال: خرجتُ من الموضع الذي كنتُ فيه، فمررت بجعفر المتوكل؛ فإذا هو في قميص وسِرْوال قاعد مع أبناء الأتراك، فقال لي: ما الخبر؟ فقلت: لم ينقطع أمرهم؟ ثم دَعوْا به، فأخبره بُغا الشرابيّ الخبرَ، وجاء به، فقال: أخاف أن يكون الواثق لم يمت، قال: فمرّ به، فنظر إليه مسجّىً، فجاء فجلس، فألبسه أحمد بن أبي دواد الطويلة وعمَّمه وقبّله بين عينيه، وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته! ثم غُسِّل الواثق وصُلِّيَ عليه


(١) هذه الأخبار لا تصح كسابقتها (٣٠١) والله أعلم.
(٢) وقال البسوي واستخلف (أي الواثق) جعفر بن أبي إسحاق لست ليالي بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين [المعرفة ١/ ٧٢].
فقال ابن قتيبة وبويع لجعفر يوم توفي الواثق وأمه أمة تسمى شجاع [المعارف/ ٢٠٠].
وقال الحافظ ابن كثير: بويع له بالخلافة بعد أخيه هارون الواثق وكانت بيعته وقت زوال الشمس من يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة [البداية والنهاية ٨/ ١٨٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>