وغزا الصائفة في هذه السنة يزيد بن أسيد السُّلمِيّ (١).
وفيها عزل المنصور أخاه العبَّاس بن محمد عن الجزيرة، وغرَّمه مالًا، وغضِب عليه وحبسه، فذكر عن بعض بني هاشم، أنه قال: كان المنصور ولّى العباس بن محمد الجزيرة بعد يزيد بن أُسَيد، ثم غضب عليه فلم يزل ساخطًا عليه حتى غضب على بعض عمومته من ولد عليّ بن عبد الله بن عباس أما إسماعيل بن عليّ أو غيره فاعتورَه أهلُه وعمومته ونساؤهم يكلِّمونه فيه، وضيَّقوا عليه فرضِيَ عنه، فقال عيسى بن موسى: يا أميرَ المؤمنين؛ إن آل عليّ بن عبد الله - وإن كانت نعمُك عليهم سابغةً - فإنهم يرجعون إلى الحسد لنا؛ فمن ذلك أنك غضبت على إسماعيل بن عليّ منذ أيام، فضيّقوا عليك. وأنت غضبان على العباس بن محمد، منذ كذا وكذا، فما رأيت أحدًا منهم كلّمك فيه. قال: فدعا العباس فرضِيَ عنه.
قال: وقد كان يزيد بن أسَيْد عند عزل العباس إياه عن الجزيرة، شكا إلى أبي جعفر العبّاس، وقال: يا أميرَ المؤمنين؛ إن أخاك أساء عزلِي، وشتم عِرْضي، فقال له المنصور: اجمع بين إحساني إليك وإساءة أخي يعتدلا، فقال يزيد بن أسيَد: يا أميرَ المؤمنين؛ إذا كان إحسانكم جزاء بإساءتكم، كانت طاعتنا تفضُّلًا منا عليكم.
* * *
ذكر الخبر عن سبب عزل المنصور محمد بن سليمان بن عليّ
ذكر أن محمد بن سليمان أتِيَ في عمله على الكوفة بعبد الكريم بن أبي العوْجاء وكان خال معن بن زائدة. فأمر بحبسه قال أبو زيد: فحدثني قثم بن جعفر، والحسين بن أيوب، وغيرهما أن شفعاءه كثروا بمدينة السلام ثم ألحوا على أبي جعفر فلم يتكلم فيه إلَّا ظنين، فأمر بالكتاب إلى محمد بالكف عنه إلى