للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الواقديّ: فيها أمر عثمان بتجديد أنصاب الحرَم.

وقال: فيها زاد عثمان في المسجد الحرام، ووسّعه وابتاع من قوم وأبى آخرون؛ فهدم عليهم؛ ووضع الأثمان في بيت المال؛ فصيّحوا بعثمان، فأمر بهم بالحبس، وقال: أتدرون ما جرّأكم عليّ! ما جرّأكم عليّ إلا حلمي، قد فعل هذا بكم عمر فلم تصيِّحوا به. ثم كلّمه فيهم عبد الله بن خالد بن أسِيد، فأخرجوا.

قال: وحجّ بالناس في هذه السنة عثمان بن عفان.

وفي هذه السنة عزل عثمان سعدًا عن الكوفة، وولّاها الوليد بن عقبة في قول الواقديّ؛ وأمّا في قول سيف؛ فإنه عزله عنها في سنة خمس وعشرين.

وفيها ولي الوليد عليها، وذلك: أنه زعم أنه عزل المغيرة بن شعبة عن الكوفة حين مات عمر، ووجّه سعدًا إليها عاملًا، فعمل له عليها سنة وأشهرًا (١). (٢٥١: ٤).

ذكر سبب عزل عثمان عن الكوفة سعدًا واستعماله عليها الوليد

٦٧٦ - كتب إليَّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عمرو، عن الشعبيّ، قال: كان أوّل ما نُزغ به بين أهل الكوفَة - وهو أوّل مصرٍ نزغ الشيطان بينهم في الإسلام -: أن سعد بن أبي وقاص استقرض من عبد الله بن مسعود من بيت المال مالًا، فأقرضه، فلقا تقاضاه لم يتيسّر عليه، فارتفع بينهما الكلام حتى استعان عبد الله بأناس من الناس على استخراج المال، واستعان سعد بأناس من الناس على استنظاره، فافترقوا وبعضهم يلوم بعضًا، يلوم هؤلاء سعدًا ويلوم هؤلاء عبد الله (٢). (٤: ٢٥١/ ٢٥٢).

٦٧٧ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: كنت جالسًا عند سعد، وعنده ابن أخيه هاشم بن


(١) ذكر الطبري خبر البيت الحرام وتوسعته عن الواقدي معلقًا، والخبر أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (٢/ ١٥٨/ ح ١٣٥٠) من طريق الواقدي موصولًا والواقدي متروك - ولكنه أخرج عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قوله: لقد عابوا على عثمان - رضي الله عنه - أشياء لو فعلها - رضي الله عنهما - ما عابوها (٢/ ١٥٩/ ح ١٣٥١) وصحح المحقق (د. عبد الملك بن دهيش) إسناده.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>