للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولاحتباس الأرزاق عنهم، وكانت سبيت لهم من مال الأهواز؛ فأبطأ بها عليهم منصور بن جعفر الخياط، وكان إليه يومئذ حرب الأهواز، وله من ذلك يدٌ في الخراج.

ولما كان من أمر سعيد بن صالح ما كان، أمِر بالانصراف إلى باب السلطان وتسليم الجيش الذي معه وما إليه من العمل هنالك إلى منصور بن جعفر؛ وذلك أنّ سعيدًا ترك بعدما كان من بيات الزَّنْج أصحابه وإحراقهم عسكره؛ فلم يكن له حركة إلى أن صُرِف عمّا كان إليه من العمل هنالك.

* * *

[[خبر الوقعة بين منصور بن جعفر وصاحب الزنج]]

وفيها كانت وقعة بين منصور بن جعفر الخياط وبين صاحب الزّنج، قُتل فيها من أصحاب منصور جماعة كثيرة.

* ذكر الخبر عن صفة هذه الوقعة:

ذُكر أن سعيدًا الحاجب لمّا صُرف عن البصرة، أقام بُغْرَاج بها يحمِي أهلها، وجعل منصور يَجمع السفن التي تأتي بالمِيرة، ثم يُبذْرِقها في الشَّذَا إلى البصرة، فضاق بالزنج الميرة، ثم عبّأ منصور أصحابه، وجمع إلى الشذا التي كانت معه الشَّذَا الجنّابيات والسفن، وقصد صاحبَ الزَّنج في عسكره، فصعد قصرًا على دجلة، فأحرقه وما حوله، ودخل عسكر الخبيث من ذلك الوجه، ووافاه الزَّنج، وكمّنوا له كمينًا، فقتلوا من أصحابه مقتلة عظيمة، وألجئ الباقون إلى الماء، فغرق منهم خلق كثير وحمِل من الرؤوس يومئذٍ - فيما ذكر - زهاء خمسمئة رأس إلى عسكر يحيى بن محمد البحرانيّ بنهر معقِل، وأمر بنصبها هنالك.

وفيها ظَهر من بغداد بموضع يقال له: برْكةُ زلزلٍ علي خنّاق، وقد قتل خلقًا كثيرًا من النساء ودفنهنّ في دار كان فيها ساكنًا، فحمِل إلى المعتمد؛ فبلغني: أنه أمَر بضربه، فضُرِب ألفي سوط وأربعمئة أرزن فلم يمت حتى ضرب الجلّادون أنثييْه بخشب العقابيْن، فمات، فرُدّ إلى بغداد فصُلب بها ثم أحرِقت جثته.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>