للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= برجله. قال أبو الزناد: وقال أبو سلمة، عن أبي هريرة أنها قالت: اللهم إن يمت يقل هي قتلته، قال: فأرسل. قال: فقال في الثالثة أو الرابعة: ما أرسلتم إليَّ إلا شيطانًا، أرجعوها إلى إبراهيم وأعطوها هاجر. قال: فرجعت، فقالت لإبراهيم: أشعرت أن الله رد كيد الكافرين وأخدم وليدة؟ تفرد به أحمد من هذا الوجه، وهو على شرط الصحيح [مسند أحمد / ح ٩٢٥٢].
وقد رواه البخاري عن أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به مختصرًا.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أُبيّ، حدثنا سفيان، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كلمات إبراهيم الثلاث التي قالها: "ما منها كلمة إلا مَاحَلَ بها عن دين الله، فقال: {إِنِّي سَقِيمٌ}، وقال: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا}، وقال للملك حين أراد امرأته: هي أختي".
فقوله في الحديث: هي أختي أي في دين الله، وقوله لها: "إنه ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك"، يعني زوجين مؤمنين غيري وغيرك، ويتعين حمله على هذا لأن لوطًا كان معهم وهو نبي - عليه السلام -. وقوله لها لما رجعت إليه: مهيم؟ معناه ما الخبر؟ فقالت: إن الله رد كيد الكافرين، وفي رواية: الفاجر وهو الملك، وأخدم جارية.
وكان إبراهيم - عليه السلام - من وقت ذهب بها إلى الملك، قام يصلي لله عزَّ وجلَّ، ويسأله أن يدفع عن أهله، وأن يرد بأس هذا الذي أراد أهله بسوء. وهكذا فعلت هي أيضًا. فلما أراد عدو الله أن ينال منها أمرًا قامت إلى وضوئها وصلاتها، ودعت الله عزَّ وجلَّ بما تقدم من الدعاء العظيم. ولهذا قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} فعصمها الله وصانها لعصمة عبده ورسوله وحبيبه وخليله إبراهيم - عليه السلام -.
وقد ذهب بعض العلماء إلى نبوة ثلاث نسوة: سارة، وأم موسى، ومريم عليهن السلام.
والذي عليه الجمهور أنهن صِدِّيقات رضي الله عنهن وأرضاهن.
ثم إن الخليل - عليه السلام - رجع من بلاد مصر إلى أرض التيمن وهي الأرض المقدسة التي كان فيها. وصحبتهم هاجر القبطية المصرية.

[هجرة إبراهيم بابنه إسماعيل وأمه]:
قال البخاري: قال عبد الله بن محمد -هو أبو بكر بن أبي شيبة- حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب السختياني وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة، يزيد أحدهما على الآخر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقًا لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء. فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابًا فيه تمر، وسقاء فيه ماء. =

<<  <  ج: ص:  >  >>