للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فدعت الله فأُطلِق، ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد، فقال: ادعي الله لي ولا أضرك، فدعت فأطلق. فدعا بعض حجبته فقال: إنكم لم تأتوني بإنسان وإنما أتيتموني بشيطان فأخدمها هاجر. فأتته وهو قائم يصلي فأومأ بيده مهيم، فقالت: رد الله كيد الكافر -أو الفاجر- في نحره، وأخدم هاجر. قال أبو هريرة: فتلك أمكم يا بني ماء السماء". تفرد به من هذا الوجه موقوفًا. وقد رواه الحافظ أبو بكر البزار، عن عمرو بن علي الفلاس، عن عبد الوهاب الثقفي، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن إبراهيم لم يكذب قط إلا ثلاث كذبات، كل ذلك في ذات الله، قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ}، وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} وبينما هو يسير في أرض جبار من الجبابرة إذ نزل منزلًا، فأتي جبار فقيل له: إنه قد نزل هاهنا رجل معه امرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه فسأله عنها فقال: إنها أختي، فلما رجع إليها قال: إن هذا سألني عنك فقلت: إنك أختي. وإنها ليس اليوم مسلم غيري وغيرك، وإنك أختي، فلا تكذبيني عنده. فانطلق بها، فلما ذهب يتناولها أخذ، فقال: ادعي الله لي ولا أضرك، فدعت له فأرسل، فذهب يتناولها فأخذ مثلها أو أشد منها، فقال: ادعي الله لي ولا أضرك، فدعت فأرسل، ثلاث مرات، فدعا أدنى حشمه، فقال: إنك لم تأتني بإنسان، ولكن أتيتني بشيطان، أخرجها وأعطها هاجر. فجاءت وإبراهيم قائم يصلي. فلما أحس بها انصرف، فقال: مهيم؟ فقالت: كفى الله كيد الظالم وأخدمني هاجر". وأخرجاه من حديث هشام. ثم قال البزار: لا يعلم إسناده عن محمد، عن أبي هريرة إلا هشام، ورواه غيره موقوفًا.
وقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن حفص، عن ورقاء -وهو أبو عمر اليشكري- عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات؛ قوله حين دعي إلى الهتهم فقال: {إِنِّي سَقِيمٌ}، وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا}، وقوله لسارة: إنها أختي".
قال: ودخل إبراهيم قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة. فقيل: دخل إبراهيم الليلة بامرأة من أحسن الناس، قال: فأرسل إليه الملك أو الجبار: من هذه معك؟ قال: أختي، قال: فأرسل بها إليه، وقال: لا تكذبي قولي، فإني قد أخبرته أنك أختي إنه ما على الأرض مؤمن غيري وغيرك.
فلما دخلت عليه قام إليها، فأقبلت تتوضأ وتصلي وتقول: اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي، فلا تسلط عليَّ الكافر. قال: فغط حتى ركض برجله. قال أبو الزناد: قال أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أنها قالت: اللهم إن يمت يقال هي قتلته، قال: فأرسل.
قال: ثم قام إليها، قال: فقامت تتوضأ وتصلي، وتقول: اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي. فلا تسلط عليَّ الكافر. قال: فغط حتى ركض =

<<  <  ج: ص:  >  >>