للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر لي بعض مَنْ شهد الوقعة، أنّ أصحاب الكوكبيّ من الدّيلم لما التقوْا بموسى وأصحابه صفّوا صفوفًا، وأقاموا تِرَستهم في وجوههم يتّقون بذلك سهام أصحاب موسى؛ فلما رأى موسى أنّ سهام أصحابه لا تصل إليهم مع ما قد فعلوا، أمر بما معه من النَّفط أن يُصَبّ في الأرض التي التقى هو وهم فيها؛ ثم أمر أصحابه بالاستطراد لهم، وإظهار هزيمة منهم؛ ففعل ذلك أصحابه؛ فلمّا فعلوا ذلك ظن الكوكبيّ وأصحابه أنهم انهزموا؛ فتبعوهم، فلما علم موسى أن أصحاب الكوكبيّ قد توسّطوا النفط أمر بالنار فأشعلت فيه، فأخذت فيه النار، وخرجت من تحت أصحاب الكوكبيّ، فجعلت تحرقهم؛ وهرب الآخرون، وكان هزيمة القوم عند ذلك ودخول موسى قزوين (١).

وفيها لقي خطارمش مساور الشاري بناحية جَلولاء في ذي الحجة، فهزمه مساور.

ثم دخلت سنة أَربع وخمسين ومئتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

فمن ذلك ما كان من مقتل بغا الشرابيّ (٢).

* ذكر الخبر عن سبب مقتله:

[[ذكر خبر مقتل بغا الشرابي]]

ذُكِر أنّ السبب في ذلك كان أنه كان يحضّ المعتزّ على المصير إلى بغداد، والمعتزّ يأبى ذلك عليه، ثم إن بُغا اشتغل مع صالح بن وصيف في خاصّته بعُرس جمعة بنت بُغا؛ كان صالح بن وصيف تزوّجها للنصف من ذي القعدة؛ فركب


(١) هذه الرواية أخرجها الطبري بإسناد عالٍ فليس بينه وبين الواقعة إلَّا راوٍ واحد هو شاهد عيان (ذكر لي بعض من شهد الوقعة) ورحم الله الطبري لِمَ لَمْ يذكر اسم الراوي حتى يتمكن النقاد من الحكم على الإسناد؟ !
(٢) ذكر ابن الجوزي مقتل بغا الشرابي ضمن وقائع ووفيات سنة (٢٥٤ هـ) وقال كان قد طغى وخالف أمر المعتزّ واستبد بالأموال والأمر [المنتظم ١٢/ ٧٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>