٥٨٣ - كتبَ إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، والمهلب، وعمرو؛ قالوا: وقصد سُهَيل بن عديّ إلى كَرْمان، ولحقه عبد الله بن عبد الله بن عِتْبان، وعلى مقدّمة لسُهيل بن عديّ النُّسير بن عمرو العِجْليّ، وقد حشد له أهل كَرْمان، واستعانوا بالقُفْس؛ فاقتتلوا في أدنى أرضهم، ففضّهم الله، فأخذوا عليهم بالطريق، وقتل النُّسَيرُ مرزبانَها، فدخل سهيل من قِبَل طريق القُرى اليومَ إلى جِيَرفْت، وعبد الله بن عبد الله من مفازة شير، فأصابوا ما شاؤوا من بعير أو شاء، فقوّموا الإبل والغنم فتحاصُّوها بالأثمان لعظَم البُخْت على العِراب، وكرهوا أن يزيدوا، وكتبوا إلى عمر؛ فكتب إليهم: إنّ البعير العربيّ إنما قُوّم بتعيير اللحم؛ وذلك مثله؛ فإذا رأيتم أنّ في البُخت فضلًا؛ فزيدوا، فإنما هي من قِيَمه.
ذكر فتح سِجِسْتَان
قالوا: وقصد عاصم بن عمرو لسِجِسْتَان، ولحقه عبد الله بن عمير، فاستقبلوهم فالتقوْا هم وأهل سجستان في أدنى أرضهم، فهزموهم ثم أتبعوهم، حتى حصروهم بزَرَنْج، ومخروا أرض سِجِسْتان ما شاؤوا. ثمّ إنهم طلبوا الصّلح على زَرَنْج وما احتازوا من الأرَضين؛ فأعطُوه، وكانوا قد اشترطوا في صلحهم: أنّ فدافِدَها حِمىً؛ فكان المسلمون إذا خرجوا تناذَرُوا خِشية أن يصيبوا منها شيئًا، فيُخْفِروا. فتتم أهلُ سِجِسْتان على الخراج والمسلمون على الإعطاء؛ فكانت سِجِسْتان أعظمَ من خُراسَان، وأبعد فروجًا، يقاتلون القُنْدُهار والترك وأممًا كثيرة، وكانت فيما بين السند إلى نهر بَلْخ بحياله، فلم تَزلْ أعظم البلدين، وأصعب الفَرْجين، وأكثرهما عددًا وجُندًا؛ حتى زمان معاوية، فهرب الشاه من أخيه - واسم أخي الشاه يومئذ رُتْبيل - إلى بلد فيها يدعى آمل، ودانوا لسِلْم بن زياد، وهو يومئذ على سِجستان، ففرح بذلك وعقد لهم، وأنزلهم بتلك البلاد، وكتب إلى معاوية بذلك يُرى أنه قد فُتح عليه. فقال معاوية: إنّ ابن أخي ليفرح بأمر إنه ليَحزُنُني وينبغي له أن يحزنه، قالوا: ولمَ يا أمير المؤمنين؟ ! قال: لأنّ آمُلَ بلدة بينها وبين زَرَنْج صُعوبة وتضايُق، وهؤلاء قوم نُكُر غُدُر،