وخراجها، وبعث برأس الديواشني إلى العراق، ويده اليسرى إلى سليمان بن أبي السريَّ إلى طخارستان.
قال: وكانت خُزَار منيعة، فقال المجشّر بن مُزاحم لسعيد بن عمرو الحَرَشيّ: ألا أدلك على مَن يفتحها لك بغير قتال؟ قال: بلى، قال: المسرْبَل بن الخرّيت بن راشد الناجيّ، فوجّهه إليها - وكان المسربل صديقًا لملكها، واسم الملك سبقرى، وكانوا يحبّون المسربل - فأخبر الملك ما صنع الحرشيّ بأهل خُجَندة وخوّفه، قال: فما ترى؟ قال: أرى أن تنزل بأمان، قال: فما أصنع بمن لحق بي من عوامّ الناس؟ قال: نصيّرهم معك في أمانك، فصالحهم فآمنوه وبلاده.
قال: ورجع الحَرَشيّ إلى مَرْو ومعه سبقرى، فلما نزل أسنان وقدم مهاجر بن يزيد الحَرَشيّ، وأمره أن يوافَيه ببرذون بن كُشانِيشاه قتل سبقرى وصلبه ومعه أمانه - ويقال: كان هذا دِهْقان ابن ماجر قدم على ابن هبيرة فأخذ أمانًا لأهل السُّغد، فحبسه الحَرَشيّ في قهندز مَرْو، فلما قدم مَرْوَ دعا به، وقتله وصلبه في الميدان، فقال الراجز:
إذا سَعِيدٌ سارَ في الأَخْماسِ ... في رَهَج يَأْخذُ بالأَنفاس
دارَتْ على التّرْكِ أَمَرُّ الكاسِ ... وطَارَتِ التُّرْكُ على الأَحلاسِ
ولّوْا فِرارًا عُطّلَ القياسِ [٧/ ٧ - ١٢]
ذكر الخبر عن سبب عزل يزيد بن عبد الملك عبدَ الرحمن بن الضحاك عن المدينة وما كان ولاه من الأعمال
وكان سبب ذلك - فيما ذكر محمد بن عمر، عن عبد الله بن محمد بن أبي يحيى - قال: خطب عبدُ الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهريّ فاطمة بنة الحسين، فقالت: والله ما أريد النكاح، ولقد قعدت على بنيّ هؤلاء؛ وجعلت تحاجزه وتكره أن تنابذه لما تخاف منه، قال: وألخ عليها وقال: والله لئن لم تفعلي لأجلدنّ أكبر بنِيك في الخمر - يعني عبد الله بن الحسن - فبينا هو كذلك؛ وكان على ديوان المدينة ابن هرمز (رجل من أهل الشام)، فكتب إليه يزيد أن يرفع حسابه، ويدفع الديوان، فدخل على فاطمة بنت الحسين يودّعها، فقال: