وفي هذه السنة كانت وقعة قحطبة بنهاوند بمنْ كان لجأ إليها من جنود مروان بن محمد. وقيل: كانت الوقعة بجابَلْق من أرض أصبَهان يوم السبت لسبع بقين من رجب.
ذكر الخبر عن هذه الوقعة:
ذكر عليّ بن محمد أن الحسن بن رشيد وزهير بن الهنيد أخبراه أن ابن ضُبارة لما قتِل كتب بذلك قحطبة إلى ابنه الحسن، فلما أتاه الكتاب كبّر وكبّر جنده، ونادوا بقتله، فقال عاصم بن عمير السُّغديّ: ما صاح هؤلاء بقتل ابن ضُبارة إلا وهو حقّ، فاخرجوا إلى الحسن بن قحطبة وأصحابه؛ فإنكم لا تقومون لهم، فتذهبون حيث شئتم قبل أن يأتيه أبوه أو مدده. فقالت الرّجالة: تخرجون وأنتم فرسان على خيول فتذهبون وتتركوننا! فقال لهم مالك بن أدهم الباهليّ: كتب إليّ ابن هبيرة ولا أبرح حتى يقدم عليّ. فأقاموا وأقام قحطبة بأصبهان عشرين يومًا، ثم سار حتى قدم على الحسن نهاوَنْد فحصرهم أشهرًا، ثم دعاهم إلى الأمان فأبوْا، فوضع عليهم المجانيق، فلما رأى ذلك مالك طلب الأمان لنفسه ولأهل الشام - وأهلُ خراسان لا يعلمون - فأعطاه الأمان فوفَى له قَحْطبة، ولم يقتل منهم أحدًا، وقتل من كان بنَهاوند من أهل خراسان، إلا الحكَم بن ثابت بن أبي مسعر الحنفيّ، وقتل من أهل خراسان أبا كامل وحاتم بن الحارث بن شُريح وابن نصر بن سيّار وعاصم بن عمير وعليّ بن عقيل وبَيهس بن بديل من بني سليم؛ من أهل الجزيرة، ورجلًا من قريش يقال له البختريّ، من أولاد عمر بن الخطاب - وزعموا أن آل الخطاب لا يعرفونه - وقَطَن بن حرب الهلاليّ (١).
قال عليّ: وحدّثنا يحيى بن الحكم الهمْدانيّ، قال: حدّثني مولى لنا قال: لمّا صالح مالك بن أدهم قَحْطبة قال بيهس بن بديل: إنّ ابنَ أدهم لمصالح علينا؛ والله لأفتكنّ به؛ فوجد أهل خُراسان أن قد فتح لهم الأبواب، ودخلوا وأدخل