للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حجّة الوداع]

٢٩٨ - فلمّا دخل ذو القعدة من هذه السنة -أعني سنة عشر- تجهّز النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى الحجّ، فأمر الناس بالجهاز له. فحدّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلمَة عن ابن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة زوج النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قالت: خرج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى الحجّ لخمس ليال بقينَ من ذي القعدة، لا يَذكُر ولا يَذكُر الناس إلّا الحجّ؛ حتى إذا كان بسَرِف، وقد ساق رسول الله معه الهدْيَ وأشرافٌ من أشراف الناس، أمر الناس أن يُحِلّوا بعُمْرة إلّا من ساق الهدْي، وحِضْتُ ذلك اليوم؛ فدخل عليّ وأنا أبكي؛ فقال: ما لك يا عائشة؟ لعلك نَفِسْتِ! فقلت: نعم، لوددت أنّي لم أخرج معكم عامي هذا في هذا السفر، قال: لا تفعلي؛ لا تقولِنّ ذلك؛ فإنك تقضين [كلّ] ما يقضي الحاج؛ إلّا أنك لا تطوفين بالبيت. قالت: ودخلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مكة؛ فحلّ كلّ مَنْ كان لا هديَ معه، وحلّ نِساؤه بعمْرة؛ فلمّا كان يوم النحر أتيتُ بلحم بقر [كثير]، فطُرح في بيتي، قلت: ما هذا؟ قالوا: ذَبَح رسول الله عن نسائه البقر؛ حتى إذا كانت ليلة الحَصْبَة، بعثني رسولُ الله مع أخي عبد الرحمن بن أبي بكر، لأقضيَ عُمْرتي من التّنعيم مكان عُمْرتي التي فاتَتْني (١). (٣: ١٤٨).


= بكير عنه قال: فحدثني سعد بن طارق (البداية والنهاية ٣/ ٧٣٣).
والحديث أخرجه أحمد (٣/ ٤٨٧) وهو حديث حسن والله تعالى أعلم.
وأخرج أبو داود الطيالسي في مسنده (ح ٢٥٢) (عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: جاء ابن النواحة وابن أثال رسولين لمسيلمة الكذاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لهما: أتشهدان أني رسول الله؟ فقالوا: نشهد أن مسيلمة رسول الله. فقال رسول الله: آمنت بالله ورسله ولو كنت قاتلًا رسولًا لقتلتكما.
قال عبد الله: فمضت السنة بأن الرسل لا تقتل ... إلى آخر الرواية.
وأما قوله (قال وكان ذلك في آخر سنة عشر): فالظاهر أنه من قول ابن إسحاق (وانظر السيرة النبوية لابن هشام ٢/ ٦٠٠) والله تعالى أعلم.
(١) هذا إسناد ضعيف إلى ابن إسحاق وأخرجه ابن هشام في السيرة (٢/ ٦٠١) من طريق ابن إسحاق هذا وجوّد الحافظ ابن كثير إسناده (البداية والنهاية ٣/ ٨٢٢) وأخرج البخاري في صحيحه (كتاب الحج / باب ما يأكل من البدن وما يتصدق / ح ١٧٢٠) عن عائشة رضي الله =

<<  <  ج: ص:  >  >>