للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويخبرونهم أنّ محمدًا قد وضع العطاء لأصحابه، وقد أمر لهم من الأرزاق بكذا وكذا، ولم يزل يحتال في وقوع الاختلاف والشَّغْب بينهم حتى اختلفوا، وانتقض أمرهم، وقاتل بعضهم بعضًا، فأخلوْا خانقين، ورجعوا عنها من غير أن يلقوْا طاهرًا، ويكون بينهم وبينه قتال. وتقدّم طاهر حتى نزل حُلوان، فلما دخل طاهر حُلوان لم يلبث إلّا يسيرًا حتى أتاه هَرْثمة بن أعيْنَ بكتاب المأمون والفضل بن سهل، يأمرانِه بتسليم ما حوى من المدن والكُور إليه، والتوجّه إلى الأهواز، فسلم ذلك إليه، وأقام هرثمة بحُلوان فحصنها ووضع مسالحه ومراصده في طرقها وجبالها، وتوجّه طاهر إلى الأهواز (١).

[[ذكر رفع منزلة الفضل بن سهل عند المأمون]]

وفي هذه السنة رفع المأمون منزلة الفضل بن سهل وقدّره.

ذكر الخبر عمّا كان من المأمون إليه في ذلك:

ذُكر أن المأمون لمّا انتهى إليه الخبر عن قتل طاهر عليَّ بن عيسى واستيلائه على عسكره وتسميته إيّاه أمير المؤمنين، وسلم الفضل بن سهل عليه بذلك، وصحّ عنده الخبر عن قتل طاهر عبد الرحمن بن جَبلة الأبناويّ وغلبته على عسكره، دعا الفضل بن سهل، فعقد له في رجَبَ من هذه السنة على المشرق من جبل هَمَذان إلى جبل سقينان والتبّت طولًا، ومن بحر فارس والهند إلى بحر الدّيْلم وجُرجان عرضًا، وجعل عُمالته ثلاثة آلاف ألف درهم، وعقد له لواء على سنان ذي شُعبتين، وأعطاه علَمًا، وسمّاه ذا الرياستين، فذكر بعضهم أنه رأى سيفه عند الحسن بن سهل مكتوبًا عليه بالفِضّة من جانب: رياسة الحرب، ومن الجانب الآخر: رياسة التدبير. فحمل اللواء عليّ بن هشام، وحمل العَلَم


(١) لهذا الخبر (من قوله وذكر يزيد بن الحارث إلى نهاية السطر الأخير من صفحة (٤٢٣). ما يؤيد بعضه - فقد قال أبو حنيفة الدينوري:
فزحف طاهر نحو حلوان، فانهزما حتى لحقا ببغداد، وأقام طاهر بحلوان حتى وافاه هَرْثَمَة بن أَعْين من عند المأمون، في ثلاثين ألف رجل من جنود خراسان، فأخذ طاهر من حلوان نحو البصرة والأهواز [الأخبار الطوال/ ٣٩٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>