للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصار مسرور إلى وادي تُسْتَر، وبعث إلى تكين، فعبَر إليه مسلَّمًا، فأمر به فأخِذ سيفه، ووُكَّل به؛ فلما رأى ذلك جيش تكين انفضُّوا من ساعتهم، ففرقة منهم صارت إلى ناحية صاحب الزّنج، وفرقة صارت إلى محمد بن عبيد الله الكرديّ، وانتهى الخبر إلى مسرور، فبسط الأمان لمن بقى من جيش تَكين، فلحقوا به.

قال محمد بن عبد الله بن الحسن المأمونيّ: فكنت أحد الصائرين إلى عسكر مسرور، ودفع مسرور تكين إلى إبراهيم بن جُعْلان، فأقام في يده محبوسًا، حتى وافاه أجلُه فتوفِّيَ.

وكان بعض أمر مسرور وتكين الذي ذكرناه في سنة خمس وستين، وبعضه في سنة ست وستين.

وحجّ بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى الهاشميّ (١).

وفيها كانت موافاة المعروف بأبي المغيرة بن عيسى بن محمد المخزومي متغلّبًا بزنج معه على مكة.

* * *

[ثم دخلت سنة ست وستين ومئتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

فمن ذلك ما كان من تولية عمرو بن الليث عبيد الله بن عبد الله بن طاهر خلافتَه على الشرْطة ببغداد وسامُرّا في صفر، وخلع أبي أحمد عليه، ثم مصير عبيد الله بن عبد الله إلى منزله، فخلع عليه فيه خلعة عمرو بن الليث، وبعث إليه عمرو بعمود من ذهب (٢).

وفي صفر منها غلب أساتكين على الرّيّ، وأخرج عنها طَلَمَجُور العامل الذي كان عليها، ثم مضى هو وابنه أذكوتكين إلى قَزْوين، وعليها أبرون أخو كيغَلغ، فصالحاه ودخلا قَزْوين، وأخذا محمد بن الفضل بن سنان العجليّ، فأخذا


(١) انظر المنتظم (١٢/ ١٩٧).
(٢) المصدر السابق نفسه (١٢/ ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>