إلَّا قطعتُ يده ورجله وصلبتُه، فأما مَن كان معي من أهل مَرْو فهم خاصتي ولست أخاف غدرهم، ثم نهد إلى القلعة فأقام بها يومًا وليلة من غير قتال؛ فلما كان من الغد نادى مناد: إنا قد نَبَذْنا إليكم بالَعهد؛ فقاتلوهم؛ وقد عطش القوم وجاعوا؛ فسألوا أن ينزلوا على الحكم ويُترك لهم نساؤهم وأولادهم، فنزلوا على حكم أسد، فأقام أيامًا، وقدم المهلب بن عبد العزيز العتَكيّ بكتاب أسد، أن احملوا إليَّ خمسين رجلًا منهم؛ فيهم المهاجر بن ميمون ونظراؤه من وجوههم؛ فحملوا إليهم فقتلهم؛ وكتب إلى الكرمانيّ أن يصيّر الذين بقوا عنده أثلاثًا، فثلْت يصلّبهم، وثلث يقطع أيديهم وأرجلهم، وثلث يقطع أيديهم؛ ففعل ذلك الكِرمانيّ، وأخرج أثقالهم فباعها فيمن يزيد، وكان الذين قتلهم وصلبهم أربعمئة، واتّخذ أسد مدينة بلخ دارًا في سنة ثمان عشرة ومئة، ونقل إليها الدواوين واتخذ المصانع، ثم غزا طَخارستان ثم أرض جبْغويه، ففتح وأصاب سَبْيًا [٧/ ١٠٩ - ١١١].
وقيل إنه ولد في الليلة التي ضرب فيها عليّ بن أبي طالب وذلك ليلة سبع عشرة من رمضان من سنة أربعين، فسمّاه أبوه عليًّا، وقال: سميته باسم أحبّ الخلق إليّ، وكناه أبا الحسن، فلما قدم على عبد الملك بن مروان أكرمه وأجلسه على سريره، وسأله عن كنيته فأخبره، فقال: لا يجتمع في عسكري هذا الاسم والكنية لأحد؛ وسأله: هل وُلدَ له من ولد؟ وكان قد ولد له يومئذ محمد بن عليّ، فأخبره بذلك، فكناه أبا محمد [٧/ ١١١ - ١١٢].
[ثم دخلت سنة تسع عشرة ومئة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]
فمن ذلك غزوة الوليد بن القعقاع العبسيّ أرضَ الروم (١).
وفيها غزأ أسد بن عبد الله الخُتَّل، فافتتح قلعة زغرزك، وسار منها إلى خِداش، وملأ يديه من السبي والشاء؛ وكان الجيش قد هرب إلى الصين.