للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند ذلك الطالبيين من الدخول عليه، وأمر بأخذهم بلبس السواد؛ وذلك يوم الخميس لليلة بقيتْ من ذي القعدة (١).

* * *

[ذكر الخبر عن وفاة طاهر بن الحسين]

وفي هذه السنة كانت وفاة طاهر بن الحسين (٢).

ذكر الخبر عن وفاته:

ذكر عن مطهّر بن طاهر، أنّ وفاة ذي اليمينين كانت من حمّى وحرارة أصابته، وأنه وُجد في فراشه ميّتًا.

وذكر أن عمّيه عليّ بن مصعب وأخاه أحمد بن مصعب، صارا إليه يعودانه، فسألا الخادم عن خبره - وكان يغلِّس بصلاة الصّبح - فقال الخادم: هو نائم لم ينتبه، فانتظراه ساعة، قلما انبسط الفجر، وتأخّر عن الحركة في الوقت الذي كان يقوم فيه للصلاة، أنكرا ذلك، وقالا للخادم: أيقظْه، فقال الخادم: لست أجسرُ على ذلك، فقالا له: اطرق لنا لندخل إليه، فدخلا فوجداه ملتفًّا في دُواج، قد أدخله تحته، وشدّه عليه من عند رأسه ورجليه، فحركاه فلم يتحرّك، فكشفا عن وجهه فوجداه قد مات. ولم يعلما الوقت الذي توفِّيَ فيه، ولا وقف أحد من خدمه على وقت وفاته؛ وسألا الخادم عن خبره وعن آخر ما وقف عليه منه؛ فذكر أنه صلى المغرب والعشاء الآخرة، ثم التفّ في دُواجه. قال الخادم: فسمعتُه يقول بالفارسية كلامًا وهو "دِرْمَك ينزمَرْدِي وَيَذْ"؛ تفسيره أنه يحتاج في الموت أيضًا إلى الرّجلة.

وذُكر عن كلثوم بن ثابت بن أبي سعد - وكان يكنى أبا سعدة - قال: كنت على بَريد خُراسان، ومجلسي يوم الجمعة في أصل المنبر، فلما كان في سنة سبع ومائتين؛ بعد ولاية طاهر بن الحسين بسنتين، حضرت الجمعة، فصعد طاهر


(١) انظر الخبر في المنتظم (١٠/ ١٦٠).
(٢) وقال خليفة وفيها (١٠٧ هـ) مات طاهر بن الحسين بخراسان فولّى أمير المؤمنين ابنه عبد الله بن طاهر خراسان مع الجزيرة فولّى أخاه طلحة بن طاهر خراسان (تأريخ خليفة/٣١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>