للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن زياد: كم قدمتَ به معك من المال من خُراسان؟ قال: عشرين ألف ألف درهم؛ قال: إن شئتَ؛ حاسبناك وقبضناها منك، ورددناك على عملك، وإن شئتَ؛ سوّغناك وعزَلْناك، وتعطي عبدَ الله بن جعفر خمسمئة ألف درهم؛ قال: بل تسوّغني ما قلت، ويُستعمل عليها غيري. وبعث عبد الرحمن بن زياد إلى عبد الله بن جعفر بألف ألف درهم، وقال: خمسمئة ألف من قِبل أمير المؤمنين، وخمسمئة ألف من قبلي (١). (٥: ٣١٦)

[ذكر وفود عبيد الله بن زياد على معاوية]

وفي هذه السنة وَفَد عُبيد الله بن زياد على معاوية في أشراف أهل البَصرة، فعزله عن البصرة، ثم ردّه عليها وجدّد له الولاية.

ذكر من قال ذلك:

حدّثني عمر، قال: حدّثني عليّ، قال: وفد عُبيد الله بن زياد في أهل العراق إلى معاوية فقال له: ائذنْ لوفدك على منازلهم وشرفهم، فأذِن لهم، ودخل الأحنفُ في آخرهم، وكان سَيّئ المنزلة من عُبيد الله، فلما نظر إليه معاويةُ رحّب به، وأجلسه معه على سريره، ثم تكلم القومُ فأحسنوا الثناءَ على عبيد الله، والأحنفُ ساكت، فقال: ما لَكَ يا أبا بَحْر لا تتكلّم! قال: إن تكلّمتُ؛ خالفتُ القومَ. فقال: انهضوا فقد عزلْته عنكم، واطلبوا واليًا ترضَوْنه، فلم يَبق في القوم أحد إلا أتى رجلًا من بني أميّة أو من أشراف أهل الشأم، كلّهم يطلب، وقعد الأحنف في منزله، فلم يأت أحدًا، فلبثوا أيامًا، ثم بعث إليهم معاوية فجمعهم، فلما دخلوا عليه قال: مَن اخترتم؟ فاختلفتْ كلمتهم، وسمّى كلّ فريق منهم رجلًا والأحنف ساكتٌ، فقال له معاوية: مالَك يا أبا بحر لا تتكلّم! قال: إن ولّيت علينا أحدًا من أهل بيتك لم نعدل بعُبَيد الله أحدًا، وإنْ ولّيت من غيرهم فانظر في ذلك، قال معاوية: فإني قد أعدته عليكم، ثم أوصاه بالأحنف، وقبّح رأيَه في مباعدته، فلما هاجت الفتنةُ لم يفِ لعُبيد الله غيرُ الأحنف (٢). (٥: ٣١٦/ ٣١٧)


(١) إسناده مرسل ضعيف.
(٢) إسناده معضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>