للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خلافة أبي جعفر المنصور وهو عبد الله بن محمد]

وفي هذه السنة بويع لأبي جعفر المنصور بالخلافة؛ وذلك في اليوم الذي توفي فيه أخوه أبو العباس، وأبو جعفر يومئذ بمكة؛ وكان الذي أخذ البيعة بالعراق لأبي جعفر بعد موت أبي العباس عيسى بن موسى، وكتب إليه عيسى يُعلمه بموت أخيه أبي العباس وبالبيعة له (١).

رجع الحديث إلى حديث عليّ بن محمد: فقال عليّ: حدّثني الوليد، عن أبيه، قال: لما أتى الخبرُ أبا جعفر كتب إلى أبي مسلم وهو نازل بالماء، قد تقدّمه أبو جعفر، فاقبل أبو مسلم حتى قدم عليه.

رجع الحديث إلى حديث عليّ بن محمد: فلما جلس أبو مسلم، ألقى إليه الكتاب، فقرأه وبكى واسترجع، قال: ونظر أبو مسلم إلى أبي جعفر، وقد جزع جزعًا شديدًا فقال: ما هذا الجزع وقد أتتك الخلافة؟ فقال: أتخوّف شرّ عبد الله بن عليّ وشيعة عليّ، قال: لا تخفه؛ فأنا أكفيك أمره إن شاء الله، إنما عامة جندِه،


(١) اتفقت المصادر الثلاثة على أنه بويع بالخلافة سنة (١٣٦) هـ بعد وفاة أبي العباس فقد أخرج البسوي قال: حدثنا إبراهيم المنذر قال: حدثنا زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن جده زيد بن أسلم توفي سنة استخلف أبو جعفر في ذي الحجة العشر الأول سنة ست وثلاثين ومئة (/ ١/ ٤ / المعرفة والتأريخ).
وقال البسوي: وبويع لأبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عباس بمكة في المحرم يوم عاشوراء من سنة ست وثلاثين ومئة ومن بعده لعيسى بن موسى بن محمد بن عليّ بن العباس وولي البيعة والإرسال إلى الوجوه كلها لأبي جعفر عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس (المعرفة ١/ ٤) وكذلك ذكر خليفة في تأريخه أنه بويع سنة ١٣٦ هـ (خليفة / ٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>