للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له، فقال: دونك يا رسول الله قديمًا كتابهُ، حديثًا غدره. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اقرأ يا غلام وأعلن؛ فلما قرأ كتابهم واستخبرهم فأخبروه الخبر، قال رسول الله: كيف أصنع بالقتلى؟ ثلاث مرات؛ فقال رفاعة: أنت يا رسول الله أعلمُ، لا نحرّم عليك حلالًا، ولا نُحلُّ لك حرامًا؛ فقال أبو زيد بن عمرو: أطلقْ لنا يا رسول الله مَنْ كان حيًّا، ومن كان قد قُتِل فهو تحت قدمَيَّ هاتَين. فقال رسول الله: صدق أبو زيد، اركب معهم يا عليُّ، فقال عليٌّ: يا رسول الله! إنَّ زيدًا لن يطيعَني، قال: خذ سيفي، فأعطاه سيفه، فقال عليّ: ليس لي راحلة يا رسولَ الله أركبها، فحمله رسول الله على جمل لثعلبة بن عمرو، يقال له: المكحال؛ فخرجوا، فإذا رسولٌ لزيد بن حارثة على ناقة من إبل أبي وبْر، يقال لها: الشمر؛ فأنزلوه عنها، فقال: يا عليّ ما شأني؟ فقال له عليٌّ: ما لهم عرفوه فأخذوه. ثم ساروا حتى لقوا الجيش بفيفاء الفَحْلَتَين، فأخذوا ما في أيديهم من أموالهم؛ حتى كانوا ينزعون لبَدَ المرأة من تحت الرَّحل (١). (٣: ١٤٠/ ١٤١ / ١٤٢/ ١٤٣).

[قدوم زيد الخيل في وفد طيئ]

٣٨٨ - وقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفدُ طييّء؛ فيهم زيد الخيل، وهو سيّدهم، فلما انتهوْا إليه كلّموه؛ وعرض عليهم رسول الله الإسلام فأسلموا فحسن إسلامهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، قال: حدَّثني محمد بن إسحاق عن رجال من طيِّيء: "ما ذُكر لي رجلٌ من العرب بفضل ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال فيه إلَّا ما كان من زيد الخيل؛ فإنه لم يُبْلَغ فيه كلّ ما فيه". ثم سمَّاه زيد الخير؛ وقطع له فيدًا وأرضين معه؛ وكتب له بذلك. فخرج من عند رسول الله راجعًا إلى قومه، فقال رسول الله: إن يَنْجُ زيدٌ من حُمَّى المدينة - سمَّاها رسول الله [باسم] غير الحُمَّى وغير أمِّ مَلْدَم فلم يُثْبِتْه - فلما انتهى من بلاد نجد إلى ماء من مياهه يقال له: فَرْدَة أصابتْه الحُمّى؛ فمات بها، فلما أحسّ زيد بالموت قال:


(١) إسناده إلى ابن إسحاق ضعيف، وذكره ابن إسحاق عن راوٍ أبهم اسمه عن رجال من جذام فالخبر ضعيف والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>