للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال لي: يا إسحاق؛ إذا نصر الهوى بطل الرّأي؛ فقلت له: كنت أحبّ يا أمير المؤمنين أن يكون معي شبابي؛ فأقوم مِنْ خدمتك بما أنويه، قال لي: أوَلست كنت تبلغ إذ ذاك جهدك؟ قلت: بلى، قال: فأنت الآن تبلغ جهدك فسيّان إِذًا.

وذكر عن أبي حسان أنه قال: كانت أمّ أبي إسحاق المعتصم من مولّدات الكوفة يقال لها ماردة.

وذكر عن الفضل بن مروان، أنه قال: كانت أمّ المعتصم ماردة سُغديّة، وكان أبوها نشأ بالسَّواد، قال: أحسبه بالبَنْدَنيجين.

وكان للرشيد من ماردة مع أبي إسحاق، أبو إسماعيل، وأمّ حبيب، وآخران لم يُعرف اسماهما.

وذكر عن أحمد بن أبي دواد أنه قال: تصدّق المعتصم ووهب على يدي وبسببي بقيمة مائة ألف ألف درهم.

* * *

خلافة هارون الواثق أَبي جعفر

وبُويع في يَوم تُوُفِّيَ المعتصم ابنه هارون الواثق بن محمد المعتصم، وذلك في يوم الأربعاء لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين وكان يكنى أبا جعفر، وأمه أمّ ولد رومية تسمى قراطيس (١).

وهلك هذه السنة توفيل ملك الروم وكان ملكه اثنتي عشرة سنة.

وفيها ملكت بعده امرأته تذورة، وابنها ميخائيل بن توفيل صبيّ (٢).

* * *


(١) هذا سَهو من الطبري فقد قال عند حديثه عن وفاة المعتصم توفي يوم الخميس لثمان عشرة ليلة خلت من ربيع الأول بينما قال هنا: يوم الأربعاء لثمان ليالي خلون من شهر ربيع الأول والأول أصوب (يوم الخميس) ولعل ثمان تصحيف أو خطأ مطبعي والصواب (ثماني عشرة) والله أعلم، فقال ابن قتيبة الدينوري وبويع لهارون الواثق بالله يوم قبض أبوه [المعارف/ ٢٠٠].
(٢) لهذين الخبرين القصيرين انظر المنتظم (١١/ ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>