للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجيء أبي حمزة الخارجيّ الموسم

وفي هذه السنة وافى الموسمَ أبو حمزة الخارجيّ من قِبَل عبد الله بن يحيى طالب الحق، محكمًا مظهرًا للخلاف على مَرْوان بن محمد.

ذكر الخبر عن ذلك من أمره:

حدّثني العباس بن عيسى العُقيليّ، قال: حدثنا هارون بن موسى الفرويّ قال: حدَّثنا موسى بن كَثير مولى الساعديّين، قال: لما كان تمام سنة تسع وعشرين ومئة، لم يدر الناس بعَرفة إلا وقد طلعت أعلام عمائم سود حرقانيّة في رؤوس الرماح وهم في سبعمئة، ففزع الناس حين رأوْهم، وقالوا: ما لكم! وما حالكم؟ فأخبروهم بخلافهم مع مَرْوان وآل مَرْوان والتبرُّؤِ منه. فراسلهم عبد الواحد بن سليمان - وهو يومئذ على المدينة ومكة - فراسلهم في الهُدنة، فقالوا: نحن بحجّنا أضن، ونحن عليه أشحّ. وصالحهم على أنهم جميعًا آمنون؛ بعضهم من بعض، حتى ينفِر الناس النّفْر الأخير، وأصبحوا من الغد. فوقفوا على حدة بعرفة، ودفع بالناس عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان، فلما كانوا بمنى ندَّموا عبد الواحد، وقالوا: قد أخطأتَ فيهم، ولو حملت الحاجّ عليهم ما كانوا إلا أكلَة رأس. فنزل أبو حمزة بقُرين الثعالب، ونزل عبد الواحد منزل السلطان، فبعث عبد الواحد إلى أبي حمزة عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ، ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر، وعبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، في رجال أمثالهم، فدخلوا على أبي حَمْزة وعليه إزار قُطْن غليظ، فتقدّمهم إليه عبد الله بن الحسن ومحمد بن عبد الله فنسبهما فانتسبا له، فعبَس في وجوههما، وأظهر الكراهة لهما، ثم سأل عبد الرحمن بن القاسم وعبيد الله بن عمر فانتسبا له، فهشّ إليهما، وتبسَّم في وجوههما، وقال: والله ما خرجنا إلا لنسير بسيرة أبويكما، فقال له عبد الله بن حسن: والله ما جئنا لتفضّل بين آبائنا، ولكنا بعثَنا إليك الأمير برسالة - وهذا ربيعة يخبرُكَها - فلما ذكر ربيعةُ نقْضَ العهد؛ قال بلج وأبرهة وكانا قائدين له: الساعة الساعة! فأقبل عليهم أبو حمزة، فقال: معاذ الله أن ننقض

<<  <  ج: ص:  >  >>