ولا أعدائه إلا وصله ومنحه؛ فاقبل من صِلتنا ما شئت؛ وضعها حيث أحببت. فأخذ من المال ألفَيْ درهم، وفرَّقها على الحجَّاب ومَنْ حضر الباب.
* * *
ذكر مَنْ كان عند الرَّشيد من النساء المهائر
قيل: إنه تزوَّج زبيدة؛ وهي أمُّ جعفر بنت جعفر بن المنصور، وأعرس بها في سنة خمس وستين ومائة في خلافة المهديِّ ببغداد، في دار محمد سليمان - التي صارت بعد للعباسة، ثم صارت للمعتصم بالله - فولدت له محمدًا الأمين، وماتت ببغداد في جمادى الأولى سنة ست عشرة ومائتين.
وتزوَّج أمَة العزيز أمُّ ولد موسى، فولدت له عليَّ بن الرشيد.
وتزوج أمَّ محمد ابنة صالح المسكين، وأعرس بها بالرَّقة في ذي الحجة سنة سبع وثمانين ومائة، وأمُّها أم عبد الله ابنة عيسى بن عليّ صاحبة دار أمِّ عبد الله بالكرْخ التي فيها أصحاب الدبس، كانت أملكت من إبراهيم بن المهديِّ، ثم خلعت منه فتزوَّجها الرشيد.
وتزوَّج العباسة ابنة سليمان بن أبي جعفر، وأعرس بها في ذي الحجة سنة سبع وثمانين ومائة، حُملت هي وأمُّ محمد ابنة صالح إليه.
وتزوج عزيزة ابنة الغطريف؛ وكانت قبله عند سليمان بن أبي جعفر فطلقها، فخلَف عليها الرشيد، وهي ابنة أخي الخيزران.
وتزوج الجُرَشيَّة العثمانية، وهي ابنة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وسُميت الجُرَشيَّة لأنها ولدت بجُرَش باليمن، وجدَّة أبيها فاطمة بنت الحسين بن عليِّ بن أبي طالب، وعمُّ أبيها عبد الله بن حسن بن حسن بن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنهم.
ومات الرشيد عن أربع مهائِر: أم جعفر، وأم محمد ابنة صالح، وعباسة ابنة سليمان، والعثمانية.