للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم دخلت سنة إحدى عشرة ومئة ذكر الخبر عما كان فيها من الأَحداث

قال الواقديّ: غزا سنة إحدى عشرة ومئة على جيش البحر عبد الله بن أبي مريم، وأمّر هشام على عامَّة الناس من أهل الشأم ومصر الحكَم بن قيس بن مخرَمة بن المطّلب بن عبد مناف.

وفيها سارت الترك إلى أذْربيجان، فلقيهم الحارث بن عمرو فهزمهم (١). [٧/ ٦٧].

قال: وكان سبب استعماله إيّاه أنه أهدى لأمّ حكيم بنت يحيى بن الحكم امرأة هشام قلادة فيها جوهر، فأعجبت هشامًا، فأهدى لهشام قلادة أخرى، فاستعمله على خراسان، وحمله على ثمانية من البريد؛ فسأله أكثرَ من تلك الدوابّ فلم يفعل؛ فقدم خراسان في خمسمئة - وأشرسُ بن عبد الله يقاتل أهلَ بخارى والسُّغْد - فسأل عن رجل يسير معه إلى ما وراء النهر، فدُلّ على الخَطاب بن محرز السلَميّ خليفة أشرس، فلما قدم آمُل أشار عليه الخطاب أن يقيم ويكتب إلى من بزَمّ ومن حوله، فيقدموا عليه، فأبى وقطع النهر، وأرسل إلى أشرس أن أمِدّني بخيل، وخاف أن يقتطع قبل أن يصل إليه، فوجّه إليه أشرس عامرَ بن مالك الحِمَّانيّ، فلما كان في بعض الطريق عرض له الترك والسُّغْد ليقطعوه قبل أن يصل إلى الجُنيد، فدخل عامر حائطًا حصينًا، فقاتلهم على ثُلْمة الحائط، ومعه وَرْد بن زياد بن أدهم بن كلثوم؛ ابن أخي الأسود بن كلثوم، فرماه رجل من العدوّ بنُشّابة، فأصاب عَرْض منخره، فأنفذ المنخرين، فقال له عامر بن مالك: يا أبا الزاهريّة، كأنك دجاجة مقرّق (٢). وقتِل عظيم من عظماء الترك عند الثلمة، وخاقان على تلّ خلفه أجمَةٌ، فخرج عاصم بن عمير السَّمَرقنديّ وواصل بن عمرو القيسيّ في شَاكرّية، فاستدارا حتى صارا من وراء


(١) انظر المنتظم (٧/ ١٤٣) والبداية والنهاية (٧/ ١٩٤).
(٢) القرق: صوت الدجاجة، والدجاجة تقع على الذكر والأنثى والتاء دخلته على أنه الواحد. القاموس المحيط ص ١١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>