للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر بيعة إبراهيم بن الوليد بالعهد]

وفي هذه السنة أخذ يزيد بن الوليد لأخيه إبراهيم بن الوليد على الناس البيعة، وجعله وليّ عهده، ولعبد العزيز بن الحجاح بن عبد الملك بعد إبراهيم بن الوليد؛ وكان السبب في ذلك - فيما حدثني أحمد بن زهير عن عليّ بن محمد - أن يزيد بن الوليد مرض في ذي الحجة سنة ست وعشرين ومئة، فقيل له: بايع لأخيك إبراهيم ولعبد العزيز بن الحجاج من بعده. قال: فلم تزل القَدرِية يحثُّونه على البيعة، ويقولون له: إنه لا يحلّ لك أن تهمل أمْرَ الأمة فبايع لأخيك؛ حتى بايع لإبراهيم ولعبد العزيز بن الحجاج من بعده (١).


= ألا أضع لبنة على لبنة، ولا حجرًا على حجر، ولا أنقل مالًا من بلد إلى بلد حتى أسد ثغره، وأقسم بين مسالحه ما يقوون به، فإن فضل فضلٌ رددته إلى البلد الذي يليه وهو أحوج إليه حتى تستقيم المعيشة بين المسلمين وتكونوا فيها سواء ولا أجمِّر بعوثكم فتفتتنوا ويفتتن أهاليكم، فإن أردتم بيعتي على الذي بذلت لكم فأنا لكم به، وإن ملت فلا بيعة لي عليكم، وإن رأيتم أحدًا هو أقوى عليها مني فأردتم بيعته فأنا أول من بايع ودخل في طاعته، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم" [تأريخ خليفة / ٢٣٨، وانظر البيان والتبيين للجاحظ [٢/ ١٤١].
(١) ذكر الطبري هنا من طريق شيخه الثقة عن المدائني الأخباري وهو صدوق أن يزيدًا قد بايع لأخيه من بعده بالخلافة تحت تأثير من الناس وخاصة القدرية إلّا أن خليفة قال غير ذلك وذكر بطريق مسند موصول أن يزيد بن الوليد لم يوصِ له بالخلافة وإنما تقوّلوا عليه أثناء موته وصدقهم الناس فقد أخرج خليفة بن خياط قال: فحدثني العلاء بن برد بن سنان قال حدثني أبي قال حضرت يزيد بن الوليد حين حضرته الوفاة فأتاه قطن فقال أنا رسول من وراء بابك يسألونك بحق الله لما وليت أمرهم أخاك إبراهيم فقطب وقال بيده على جبهته: أنا أولّي إبراهيم! ! ثم قال يا أبا العلاء إلى من ترى أن أعهد؟ فقلت أمر نهيتك عن الدخول في أوله فلا أشير عليك في آخره قال: وأصابته إغماءة حتى ظننت أنه قد مات ففعل ذلك غير مرة. قال فقعد قطن فافتعل عهدًا على لسان يزيد بن الوليد ودعا ناسًا فأشهدهم عليه، قال أبي لا والله ما عهد إليه يزيد شيئًا ولا إلى أحدٍ من الناس [تأريخ خليفة / ٢٤١] قلت وراوي الخبر وهو الشاهد على الحادثة ثقة. ولكن أبنه العلاء بن برد وهو شيخ خليفة فقد ضعفه أحمد وترجم له ابن أبي حاتم وسكت عنه وذكره ابن حبان في الثقات [ميزان / تر ٦١٥٢] [الجرح والتعديل ٦ / تر ١٩٥٠] [الثقات ٨/ ٥٠٢].
وسواء أكانت رواية خليفة صحيحة أم لا فإن البيعة تمت لأخيه من بعده ولا نستبعد رواية =

<<  <  ج: ص:  >  >>