للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصنع صنيعَ هاشم، فعجز عنه، فشمِت به ناس من قريش فغضِب، ونال من هاشم، ودعاه إلى المنافرة، فكرِه هاشم ذلك لِسنِّه وقَدره، ولم تدَعْه قريش وأحفظوه، قال: فإني أنافرك على خمسين ناقة سود الحدَق، تنحرها ببطن مكة، والجلاء عن مكة عشر سنين. فرضيَ بذلك أميّة، وجعلا بينهما الكاهن الخُزاعيّ، فنفَّرَ هاشمًا عليه، فأخذ هاشم الإبل، فنحرها، وأطعمها مَنْ حضره، وخرج أميّة إلى الشام، فأقام بها عشر سنين، فكانت هذه أوّل عداوة وقعت بين هاشم وأميّة (١). (٢: ٢٥٣).

٨٦٧ - حدّثني الحارث، قال: حدَّثنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا هشام بن محمّد، قال: أخبرني رجل من بني كنانة، يقال له: ابن أبي صالح، ورجل من أهل الرّقة مولى لبني أسد، وكان عالمًا، قالا: تنافر عبد المطّلب بن هاشم، وحرب بن أميّة إلى النجاشيّ الحبشيّ، فأبى أن ينفر بينهما، فجعل بينهما نفيل بن عبد العزّى بن رياح بن عبد الله بن قرْط بن رزاح بن عديّ بن كعب، فقال لحرب: يا أبا عمرو! أتنافر رجلًا هو أطولُ منك قامة، وأعظم منك هامة، وأوسم منك وسامة، وأقلّ منك لامة، وأكثر منك ولدًا، وأجزل منك صفَدًا، وأطول منك مذودًا. فنفّره عليه. فقال حرب: إنّ من انتكاث الزَّمان أن جعلناك حكَمًا! فكان أوّل من مات من ولد عبد مناف ابنه هاشم، مات بغزّة من أرض الشأم، ثم مات عبد شمس بمكة فقُبِر بأجياد، ثم مات نوفل بسَلْمان من طريق العراق، ثم مات المطّلب بردْمان من أرض اليمن، وكانت الرّفادة والسِّقاية بعد هاشم إلى أخيه المطّلب.

[ابن عبد مناف]

واسمه المغيرة، وكان يقال له: القمر من جماله وحسنه، وكان قصيّ يقول - فيما زعموا -: ولد لي أربعة، فسمّيت اثنين بصنميّ، وواحدًا بداري، وواحدًا بنفسي؛ وهم عبد مناف، وعبد العُزّى ابنا قصيّ - وعبد العزّى والد أسد - وعبد الدار بن قصيّ، وعبد قصيّ بن قصيّ - دَرَج ولده - وبرّة بنت قصيّ. أمهم جميعًا حُبَّى بنت حُلَيل بن حُبْشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن خُزاعة.


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>