حتى استخرج منهم ما قدَر عليه من الأموال، ثم أمرَ المسيّب بن زُهير بقطع يديْ عبد الجبار ورجلْيه وضرب عنقه؛ ففعل ذلك المسيّب، وأمر المنصور بتسيير ولده إلى دَهْلك - وهي جزيرة على ضفّة البحر بناحية اليمن - فلم يزالوا بها حتى أغار عليهم الهند، فسبَوْهم فيمن سَبوْا حتى فُودُوا بعد، ونجا منهم من نجا، فكان ممن نجا منهم واكتتب في الديوان وصحب الخُلَفاء عبدُ الرحمن بن عبد الجبار، وبقي إلى أن توفِّيَ بمصر في خلافة هارون، في سنة سبعين ومئة. [٧/ ٥٠٥ - ٥٠٩].
* * *
[ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين ومئة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]
[[ذكر خلع عيينة بن موسى بن كعب بالسند]]
فمما كان فيها خلع عيينة بن موسى بن كعب بالسند
* ذكر الخبر عن سبب خلعه:
ذُكر أن سبب خلعه، كان أن المسيّب بن زهير كان خليفة موسى بن كعب على الشُّرَط، فلما مات موسى أقام المسيّب على ما كان يلي من الشُّرَط، وخاف المسيّب أن يكتب المنصور إلى عُيَينة في القدوم عليه فيوليه مكانه؛ وكتب إليه ببيت شعر ولم ينسب الكتاب إلى نفسه:
فأَرضَكَ أرَضَك إن تأْتنا ... فَنَمْ نومَةً ليس فيها حُلُمْ
وخرج أبو جعفر لما أتاه الخبر عن عيينة بخلْعه حتى نزل بعسكره من البصرة عند جسرها الأكبر، ووجّه عمر بن حفص بن أبي صفرة العتكيّ عاملًا على السند والهند، محاربًا لعيينة بن موسى، فسار حتى ورد السند والهند، وغلب عليها. [٧/ ٥١٢].