للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة سبع وخمسين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

فمما كان فيها من ذلك ابتناء المنصور قصرَه الذي على شاطئ دجلة؛ الذي يدعَى الخُلْد، وقسّم بناءه على مولاه الربيع وأبان بن صدَقة (١).

وفيها قُتل يحيى أبو زكرياء المحتسب؛ وقد ذكرنا قبلُ سببَ قتله إياه.

وفيها حوّل المنصور الأسواق من مدينة السلام إلى باب الكَرْخ وغيره من المواضع، وقد مضى أيضًا ذكرُنا سبب ذلك قبل (٢).

وفيها ولّى المنصور جعفرَ بن سليمان على البحرين، فلم يتمّ ولايته، ووجّه مكانه أميرًا عليها سعيد بن دعْلج؛ فبعث سعيد ابنَه تميمًا عليها (٣).

وفيها تُوُفِّيَ سوّار بن عبد الله وصلّى عليه ابنُ دعلج، واستعمل المنصور


(١) وقال البسوي وفيها (١٥٧ هـ) ابتنى أبو جعفر قصره التي تعرف بالخلد [المعرفة ١/ ٢٥] قلت: والواضح من قول الطبري والبسوي أن المنصور لم يطلق عليه اسم الخلد وإنما سمّاه الناس (ولعل ذلك بسبب إعجابهم ببنائه الغريب) والرواية التأريخية المسندة تذكر أن المنصور كان يعاقب من يطلق على قصره أو ناحية من نواحي بغداد بالخلد فقد أخرج المؤرخ المتقدم الثقة البلاذري قال: حدثني عبد الله بن المبارك وغيره قالوا: أتمّ المنصور بناء مدينة بغداد سنة سبع وخمسين وتولى ناحية منه الربيع وناحية أخرى أبان بن صدقة قال عبد الله بن مالك: وأنا يومئذ مع أبان وكان المنصور يعاقب من سمّاه الخلد ويقول الدنيا دار فناء وإنما الخلد في الجنة [أنساب الأشراف ٣/ ٢٩٦].
(٢) قال البسوي: وفيها نقل أبو جعفر الأسواق من المدينة ومدينة الشرقية إلى باب الكرخ وباب الشعير والمحول، وهي السوق التي تعرف بالكرخ وأمر ببنائها من ماله على يدي الربيع مولاه [المعرفة والتأريخ ١/ ٢٥].
(٣) انظر قوائم الولاة فيما بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>