للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه السنة استأمن الموكّلون بقصر صالح من قبلَ محمد.

* * *

[[ذكر خبر وقعة قصر صالح]]

وفيها كانت الوقعة التي كانت على أصحاب طاهر بقصر صالح.

ذكر الخبر عن هذه الوقعة:

ذكر محمد بن الحسين بن مصعب، أنّ طاهرًا لم يزل مصابرًا محمدًا وجندَه على ما وصفت من أمرِه؛ حتى ملَّ أهلُ بغداد من قتاله، وأن عليَّ فراهمرد الموكّل بقصريْ صالح وسليمان بن أبي جعفر من قبل محمد، كتب إلى طاهر يسأله الأمان، ويضمن له أن يدفع ما في يده من تلك الأموال ومن الناحية إلى الجسور وما فيها من المجانيق والعرّادات إليه؛ وأنه قَبل ذلك منه، وأجابه إلى ما سأل، ووجّه إليه أبا العباس يوسف بن يعقوب البَاذغيسيّ صاحب شرَطه فيمن ضُمّ إليه من قوّاده وذوي البأس من فُرسانه ليلًا، فسلم إليه كلّ ما كان محمد وكّله به من ذلك ليلة السبت للنصف من جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين ومائة. واستأمن إليه محمد بن عيسى صاحب شُرْطة محمد؛ وكان يقاتل مع الأفارقة وأهل السجون والأوباش؛ وكان محمد بن عيسى غير مداهِنٍ في أمر محمد؛ وكان مهيبًا في الحرْب، فلمّا استأمن هذان إلى طاهر، أَشفى محمد على الهلاك، ودخله من ذلك ما أقامه وأقعده حتى استسلم؛ وصار على باب أم جعفر يتوقّع ما يكون؛ وأقبلت الغُواة من العيّارين وباعة الطرق والأجناد؛ فاقتتلوا داخل قصر صالح وخارجه إلى ارتفاع النهار.

قال: فقتل في داخل القصر أبو العباس يوسف بن يعقوب الباذغيسي ومن كان معه من القواد والرؤساء المعدودين، وقاتل فراهمرد وأصحابه خارجًا من القصر حتى فلَّ وانحاز إلى طاهر؛ ولم تكن وقعة قبلها ولا بعدها أشدَّ على طاهر وأصحابه منها، ولا أكثر قتيلًا وجريحًا معقورًا من أصحاب طاهر من تلك الوقعة؛


= طرفًا صالحًا وأورد من ذلك قصيدة طويلة جدًّا لبعض أهل ذلك الزمان فيها بسط ما وقع وهي هول من الأهوال [البداية والنهاية ٨/ ١٤٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>