للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا عقْل، ولكنّي لا أثق بنصر؛ فليحمل من مال خَراسان ما شاء ويشخص، قال: فهل لك في أمر يجمع الأمر بينكما؟ تتزوّج إليه ويتزوّج إليك، قال: لا آمنه على حال، قال: ما بعد هذا خيرٌ، وإني خائف أن تهلِك غدًا بمضْيعَة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال له عَقيل: أعود إليك؟ قال: لا؛ ولكن أبلغه عني وقل له: لا آمن أن يحملك قوم على غير ما تريد، فتركب منا ما لا بقيّة بعده؛ فإن شئت خرجت عنك لا من هيبة لك، ولكن أكره أن أشأم أهل هذه البلدة، وأسفك الدّماء فيها، وتهيّأ ليخرج إلى جرجان [٧/ ٢٨٥ - ٢٩٣].

* * *

[[خبر الحارث بن سريج مع يزيد]]

وفي هذه السنة آمن يزيد بن الوليد الحارثَ بن سريج، وكتب له بذلك، فكتب إلى عبد الله بن عمر يأمره بردّ ما كان أخذ منه من ماله وولده.

ذكر الخبر عن سبب ذلك:

* ذكر أنّ الفتنة لما وقعت بخراسان بين نَصْر والكرمانيّ، خاف نصر قدوم الحارث بن سُرَيج عليه بأصحابه والترك، فيكون أمره أشدّ عليه من الكرمانيّ وغيره، وطمع أن يناصحه، فأرسل إليه مقاتل بن حيّان النَّبطيّ وثعلبة بن صفوان البنانيّ وأنس بن بَجالة الأعرجي وهدْبَة الشعراويّ وربيعة القرشيّ ليردّوه عن بلاد الترك.

فذكر عليّ بن محمد عن شيوخه أن خالد بن زياد البدّيّ من أهل التّرمذ وخالد بن عمر ومولى بني عامر، خرجا إلى يزيد بن الوليد يطلبان الأمان للحارث بن سُرَيج، فقدما الكوفة، فلقيَا سعيد خُدَينة، فقال لخالد بن زياد: أتدري لم سمَّوْني خُدَينة؟ قال: لا، قال: أرادوني على قتل أهل اليمن فأبيت. وسألا أبا حنيفة أن يكتب لهما إلى الأجْلح - وكان من خاصة يزيد بن الوليد - فكتب لهما إليه، فأدخلهما عليه، فقال له خالد بن زياد: يا أمير المؤمنين، قتلت ابن عمك لإقامة كتاب الله، وعمّالك يغشمون ويظلمون! قال: لا أجد أعوانًا غيرهم، وإني لأبغضهم، قال: يا أمير المؤمنين، ولّ أهل البيوتات، وضمّ إلى كلّ عامل رجالًا من أهل الخير والفقه يأخذونهم بما في عهدك، قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>