للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جواب الكتاب: الحمد لله الذي صدّق دعوتكم ونجّى شيعتكم (١).

وفيها كان الحريق بدابق؛ فذكر محمد بن عمر أنّ عبد الله بن نافع حدّثه عن أبيه، قال: احترق المرعَى حتى احترق الدوابّ والرجال.

غزو الخُتَّل

وفيها غزا أسد بن عبد الله الختَّل؛ فذكر عن عليّ بن محمد أن خاقان أتى أسدًا وقد انصرف إلى القَوادَيان، وقطع النهر، ولم يكن بينهم قتال في تلك الغزاة. وذكر عن أبي عبيدة، أنه قال: بل هزموا أسدًا وفضحوه؛ فتغنَّى عليه الصبيان:

أزْ خُتَّلَانَ آمذِي ... برُو تَباهُ آمذِي

قال: وكان السبْل محاربًا له، فاستجلب خاقان، وكان أسد قد أظهر أنه يشتو بسُرْخ درَه، فأمر أسد الناس فارتحلوا، ووجه راياته، وسار في ليلة مظلمة إلى سرخ دره، فكبَّر الناس، فقال أسد: ما للناس؟ قالوا: هذه علامتهم إذا قفلوا، فقال لعروة المنادى: نادِ إن الأمير يريد غورين؛ ومضى وأقبل خاقان حين انصرفوا إلى غورين النهر فقطع النهر، فلم يلتق هو ولا هم، ورجع إلى بلْخ، فقال الشاعر في ذلك يمدح أسد بن عبد الله:

ندبْتُ لي من كل خُمسٍ أَلفيْن ... من كلّ لحّاف عريضِ الدَّفَّيْنِ

قال: ومضى المسلمون إلى الغُوريان فقاتلوهم يومًا، وصبروا لهم، وبرز رجل من المشركين، فوقف أمام أصحابه وركز رمحه، وقد أعلِم بعصابة خضراء - وسَلْم بن أحوَز واقف مع نصر بن سيّار - فقال سلم لنصر: قد عرفت رأي أسد، وأنا حامل على هذا العِلْج؛ فلعلي أن أقتله فيرضى. فقال: شأنك فحمل عليه، فما اختلج رمحه حتى غشيه سلم فطعنه، فإذا هو بين يدي فرسه، ففحص برجله، فرجع سلم فوقف، فقال لنصر: أنا حامل حملة أخرى؛ فحمل حتى إذا دنا منهم اعترضه رجل من العدوّ، فاختلفا ضربتيْن، فقتله سلْم، فرجع سلم جريحًا، فقال نصر لسلم: قفْ لي حتى أحمل عليهم، فحمل حتى خالط العدؤ، فصرع رجلين ورجع جريحًا، فوقف فقال: أترى ما صنعنا يرضيه؟


(١) انظر المنتظم (٧/ ١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>