حوالي عُشْر الكتاب كله، ومع ذلك يعتبر أطول مصنَّف كُتِب عن الفترة التي سبقت الإِسلام في كتب التاريخ العام عند المؤرخين العرب.
* القسم الثاني: تاريخ العالم بعد الإسلام، ابتداء من نزول الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وابتداء الوقت الذي عُمل فيه التاريخ الإسلامي بالهجرة النَّبوية، ويستمر هذا القسم إلى سنة ٣٠٢ هـ / ٩١٥ م، ويشمل هذا القسم أربعة عهود متميّزة:
أ- العهد النَّبوي، والبعثة النبوية، وسيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وغزواته، حتى سنة ١١ هـ الموافق ٦٢٠ م.
ب- العهد الرَّاشدي، وتاريخ الخلفاء الراشدين، والفتوحات التي تمت في عصرهم، والأحداث التي وقعت حتى سنة ٥٤٠ هـ / ٦٦٠ م.
جـ- العهد الأموي، وفيه تاريخ الأمويين وخلفائهم وفتوحاتهم، والأحداث والفتن التي وقعت حتى سقوط الخلافة الأموية سنة ١٣٢ هـ / ٦٤٩ م.
د- العهد العبَّاسي، وخلفاء بني العبَّاس، وما جرى في زمانهم، والحروب الداخلية والفتن والطوائف والفِرَق التي ظهرت في عصرهم حتى سنة ٣٠٢ هـ / ٩١٥ م، وفرغ الطبري من تأليف تاريخه وتصنيفه سنة ٣٠٣ هـ.
ويغطي هذا القسم بقية تاريخ الطبري من الجزء الثاني حتى الأخير بحسب الطبعات، هو الجزء الثامن في الطبعة التي نعتمد عليها في مطبعة الاستقامة بالقاهرة ١٣٥٨ هـ / ١٩٣٩ م.
وسار الطبري في القسم الخاص بالتاريخ الإسلامي على ترتيب السنين، بذكر الأحداث سَنَةَ فسَنة، وهو ما يُدعى بالنِّظام الحَوْلي، أو الحَوْليَّات (١).
(رابعًا): مصادر الطبري في تاريخه:
اعتمد الطبري في كتاب "التاريخ" على مصادر متنوعة، ولم يأخذ المادة
(١) انظر: معجم الأدباء ١٨/ ٧١، الطبري للحوفي ص ١٨٤ وما بعدها، الفهرست ص ٣٢٧، تاريخ الأدب العربي ٣/ ٤٦، تاريخ الطبري، المقدمة ١/ ٢٣ طبعة دار المعارف.