للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

[ثم دخلت سنة تسع عشرة ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

[ذكر خلاف محمد بن القاسم العلوي] (١)

فمن ذلكَ ما كانَ مِنْ ظُهورِ محمد بن القاسم بن عُمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بالطالقان من خُراسان، يدعو إلى الرضا من آل محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ فاجتمعَ إليهِ بها ناسٌ كثير؛ وكانت بينه وبين قوَّاد عبد الله بن طاهر وقعات بناحية الطالقان وجبالها، فهُزِمَ هو وأصحابه، فخرجَ هاربًا يريدُ بعض كُور خُراسان، كانَ أهلهُ كاتبوه؛ فلما صارَ بنَسا، وبها والد لبعض مَنْ معه، مضى الرجلُ الذي معه من أهل نَسا إلى والدهِ ليسلِّمَ عليهِ، فلما لقيَ أباهُ سألهُ عن الخبر، فأخبرهُ بأمرهم وأنهم يقصدون كورة كذا، فمضى أبو ذلكَ الرجل إلى عامل نَسا، فأخبره بأمر محمد بن القاسم؛ فذكر أن العامل بذل له عشرة آلاف درهم على دلالته عليه فدلَّهُ عليهِ، فجاء العاملُ إلى محمد بن القاسم، فأخذه واستوثق منه؛ وبعث به إلى عبد الله بن طاهر، فبعث بهِ عبد الله بن طاهر إلى المعتصم، فَقُدِمَ بهِ عليه يوم الإثنين لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر؛ فحبس - فيما ذكر - بسامراء عندَ مسرور الخادم الكبير في محبس ضيق، يكون على قدر ثلاث أذرع في ذراعين، فمكث فيهِ ثلاثة أيام، ثم حَوَّلَ إلى موضع أوسعَ من ذلكَ، وأجرى عليهِ طعام، ووُكِلَ به قوم يحفظونهُ، فلمَّا كان ليلة الفِطر، واشتغلَ الناسُ بالعيد


(١) انظر المنتظم (١١/ ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>