قلت خلاصة قول المؤرخين الثقات وأئمة الحديث أنه اتصف بالصفات الآتية: أولًا: كان صاحب سنة محاربًا للبدعة. ثانيًا: كان عادلًا في أقضيته بين الناس. ومعلوم أن المأمون كان ممن يناصر القضاء العادل حتى أنه قضى بنفسه لامرأة من رعيته على ابنه المعتصم فقد أخرج هذا الخبر الحافظ بن عساكر في ترجمة المأمون بأسانيد ثلاث: (تاريخ دمشق/ المجلد ٣٤/ تر ٣٦١١/ ص ٣٩٨ - ٣٠٩ - ٣١٠)، وهذا يعني أنه بينه وبين المأمون عامل مشترك باعث على المحبة ألا وهو العدل بين الناس في أقضيتهم. ثالثًا: ثبت أن القاضي يحيى بن أكثم قد ردّ المأمون إلى السنة الصحيحة ولم تأخذه في ذلك لومة لائم كما في مسألة زواج المتعة وهذا يعني أن يحيى بن أكثم قد أعان المأمون على العدل والخير واتباع السنة ورواية العيثي التي وردت في تأريخ الطبري (٨/ ٦) تؤكد أنه كان في معيّة المأمون حين أعطى الناس الملايين فكيف إذًا يصفه المأمون بأنه كان خبيث السيرة وأنه أضرّ بالمأمون؟ ؟ وهنا نؤكد ما قد قلناه مرارًا ضمن تعليقاتنا على مرويات الطبري من أن أهل البدع والأهواء قد قعدوا لأهل السنة بالمرصاد يؤلفون ويضعون في مثالبهم. والحمد لله الذي جعلنا من أمة الإسناد ووفقنا لدراسة الأسانيد والمتون. (١) وقال البسوي: وغزا المأمون الروم حتى إذا كان بالبذندون توفي عبد الله بن هارون في رجب سنة ثمان عشرة ومائتين (المعرفة والتأريخ/ ١/ ٦٧). وقال ابن قتيبة الدينوري: ثم عاد إلى بلاد الروم فمات على نهر البذندون لثلاث عشرة ليلة =