للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٣٢ - قال: وفيها أغزى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في سريّةٍ أبا قتادة إلي بطن إضَم حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيط، عن أبي القعقاع بن عبد الله بن أبي حَدْرَد الأسلميّ.

وقال بعضهم: عن ابن القعقاع- عن أبيه، عن عبد الله بن أبي حَدْرَد، قال: بعثَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلي إضَم، فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قَتادة الحارث بن رِبْعيّ ومحَلّم بن جَثّامة بن قيس الليثي، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضَم -وكانت قبل الفتح- مَرَّ بنا عامر بن الأضبط الأشجعيّ علي قَعود له، معه مُتَيِّع له ووطْب من لبن. فلمّا مَرَّ بنا سلّم علينا بتحيّة الإسلام، فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلّم بن جَثّامة الليثي لشيء كان بينه وبينه؛ فقتله وأخذ بعيره ومتيَّعه، فلمّا قدمنا علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه الخبر، نزل فينا القرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} الآية (١). (٣: ٣٥/ ٣٦).

[[ذكر الخبر عن غزوة مؤتة]]

٢٣٢ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عُروة بن الزبير، قال: بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَعثَهُ إلى مؤتة في جُمادي الأولى من سنة ثمانٍ؛ واستعمل عليهم زيد بن حارثة، وقال: إن أصيب زيد بن حارثة فجعفر بن أبي طالب علي الناس، فإن أصيبَ جعفر فعبد الله بن رواحة علي الناس.


= رحمه الله، فإنه أوردها بعد مؤتة، وقبل غزوة الفتح والله أعلم. (البداية والنهاية ٣/ ٥٢٨) قلنا: وأما من المعاصرين فإن العمري المؤرخ يوافق الحافظ ابن كثير في مذهبه هذا إذ يقول في كتاب السيرة النبوية: وقد أوضح ابن القيم خطأ ابن سيد الناس في تاريخ السرية في رجب سنة ثمان حيث لم يغز ولم يبعث سرية في الشهر الحرام.
ثم إن صلح الحديبية يمنع اعتراض المسلمين لقافلة قريش فلا بد أن تكون سرية الخبط قبل الصلح (٢/ ٤٣٣ / الحاشية).
(١) حديث ابن أبي حدرد الأسلمي حديث صحيح أخرجه ابن هشام في السيرة النبوية (٢/ ٦٢٧) وأحمد في المسند (٦/ ١١) والبيهقي في الدلائل (٤/ ٣٠٥) وذكره الهيثمي في المجمع وقال: رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات (مجمع الزوائد ٧/ ٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>