للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلافة أحمد بن محمد بن المعتصم وهو المستعين ويكنى أبا العباس (١)

* ذكر الخبر عن سبب ولايته والوقت الذي بويع له فيه:

ذُكر أنّ المنتصر لما توفِّيَ؛ وذلك يوم السبت عند العصر لأربع خلوْن من شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وأربعين ومئتين، اجتمع الموالي إلى الهارونيّ يوم الأحد، وفيهم بُغا الصغير وبغا الكبير أوتامش ومَنْ معهم، فاستحلفوا قوّاد الأتراك والمغاربة والأشروسنيّة - وكان الذي يستحلفهم عليّ بن الحسين بن عبد الأعلى الأسكافيّ كاتب بغا الكبير - على أن يرضوْا بمن يرضى به بُغا الصغير وبغا الكبير أوتامش، وذلك بتدبير أحمد بن الخصيب، فحلف القوم وتشاوروا بينهم، وكرهوا أن يتولَّى الخلافة أحدٌ من ولد المتوكل؛ لقتلهم أباه، وخوفهم أن يغتالهم مَنْ يتولى الخلافة منهم؛ فأجمع أحمد بن الخصيب ومَنْ حضر من الموالي على أحمد بن محمد بن المعتصم، فقالوا: لا نُخرج الخلافة من ولد مولانا المعتصم؛ وقد كانوا قبله ذكروا جماعة من بني هاشم؛ فبايعوه وقت العشاء الآخرة من ليلة الإثنين، لست خلوْن من شهر ربيع الآخر من السنة؛ وهو ابن ثمان وعشرين سنة، ويكنى أبا العباس.

فاستكتب أحمد بن الخصيب، واستوزر أوتامش، فلما كان يوم الإثنين لست خلوْن من شهر ربيع الآخر صار إلى دار العامة من طريق العمريّ بين البساتين، وقد ألبسوه الطويلة وزيّ الخلافة؛ وحمل إبراهيم بن إسحاق بين يديه الحربة قبل طلوع الشمس، ووافى واجن الأشروسنيّ باب العامّة من طريق الشارع على بيت المال، فصفّ أصحابه صفين، وقام في الصفّ هو وعِدّة من


(١) انظر تعليقنا (٩/ ٢٥٨/ ٤١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>