للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه بعد دخول عيسى وسليمان عليه، ففُعِل ذلك به؛ ونهض أبو جعفر من مجلسه، فقال لسليمان وعيسى: سارعا بعبد الله، فلما خرجا افتقدا عبد الله من المجلس الذي كان فيه، فعلما أنه قد حُبس، فانصرفا راجعين إلى أبي جعفر، فحِيل بينهما وبين الوصول إليه، وأخذت عند ذلك سيوف مَنْ حضر من أصحاب عبد الله بن عليّ من عواتقهم وحبسوا.

وقد كان خُفاف بن منصور حذّرهم ذلك وندِم على مجيئه، وقال لهم: إن أنتم أطعتموني شددنا شدّة واحدة على أبي جعفر؛ فوالله لا يحول بيننا وبينه حائل حتى نأتي على نفسه، ونشدّ على هذه الأبواب مصلِتين سيوفنا، ولا يعرض لنا عارض إلا أفاتنا نفسه حتى نخرج وننجوَ بأنفسنا، فعصوْه، فلما أخذت السيوفُ وأمر بحبسهم جعل خفاف يضرِط في لحيته، ويتفل في وجوه أصحابه، ثم أمر أبو جعفر بقتل بعضهم بحضرته؛ وبعث بالبقيَّة إلى أبي داود خالد بن إبراهيم بخراسان فقتلهم بها.

وقد قيل إن حبس أبي جعفر عبد الله بن عليّ كان في سنة أربعين ومئة. [٧/ ٥٠١ - ٥٠٢]

* * *

[ثم دخلت سنة أربعين ومئة ذكر ما كان فيها من الأحداث]

فمن ذلك ما كان فيها من مهلك عامل خراسان.

* ذكر الخبر عن ذلك وسبب هلاكه:

ذكر أن ناسًا من الجند ثاروا بأبي داود خالد بن إبراهيم بخُراسان وهو عامل أبي جعفر المنصور عليها في هذه السنة ليلًا، وهو نازل بباب كُشْماهَن من مدينة مَرْو، حتى وصلوا إلى المنزل الذي هو فيه، فأشرف أبو داود من الحائط على حرف آجُرّة خارجة، وجعل ينادي أصحابَه ليعرفوا صوتَه، فانكسرت الآجُرّة عند الصبح، فوقع على سُترة صُفة كانت قدّام السطح فانكسر ظهره، فمات عند صلاة العصر، فقام عصام صاحب شُرْطة أبي داود بخلافة أبي داود، حتى قدم عليه عبد الجبَّار بن عبد الرحمن الأزديّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>