للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر وقعة أبي حمزة الخارجي بقُديد

قال أبو جعفر: وفي هذه السنة كانت الوقعة التي كانت بقُديد بين أبي حمزة الخارجيّ وأهل المدينة.

ذكر الخبر عن ذلك:

حدّثني العباس بن عيسى العَقيليّ، قال: حدثنا هارون بن موسى الفرْويّ، قال حدثني غير واحد من أصحابنا، أنّ عبد الواحد بن سليمان استعمل عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان على الناس، فخرجوا، فلما كان بالحَرّة لقيتهم جُزُر مَنْحورة، فمضوْا، فلما كان بالعقيق تعلّق لواؤهم بِسَمُرة، فانكسر الرمح، فتشاءَم الناس بالخروج؛ ثم ساروا حتى نزلوا قُدَيد، فنزلوها ليلًا وكانت قرية قُديد من ناحية القصر المبنيّ اليوم، وكانت الحياض هنالك، فنزل قوم مغترّون ليسوا بأصحاب حرب، فلم يرعْهم إلا القوم قد خرجوا عليهم من القصر (١).


= أنه قد هرب (أي نصر) وهرب أصحابه يمينًا وشمالًا وسار أبو مسلم من ليلته حتى أتى موضع ثقل نصر بأقصى مرو فأخذ أهله وولده الصغار وهرب ولده الكبار فانتهى نصر إلى سرخس فأقام بها وبعث أبو مسلم إلى سرخس إبراهيم بن بسام مولى بني ليث فقاتله شيبان الحروري ومن كان بها من ربيعة فهزمهم وقتل شيبان وجمعًا كثيرًا من ربيعة وأرسل أهل طوس إلى نصر أنا معك وبايعوه فأرسل نصر ابنه تميمًا مددًا لهم في قريب من ثلاثة آلاف وأرسل أبو مسلم قحطبة واسمه زياد بن شبيب وقحطبة لقب فأتاهم قحطبة من أعلى طوس وأتتهم جنود من قبل أبيورد وأتاهم القاسم بن مجاشع في المسودة من قبل سرخس فسار عاصم بن عمير ومعه معظم الناس إلى قحطبة فهزمه فسار عاصم بن عمير حتى لحق بنصر فارتحل نصر فنزل بقومس [تأريخ خليفة / ٤١٢] فحدثني عمرو بن عبيدة قال حدثني قزعة مولى نصر بن سيار قال بعث أبو مسلم إلى نصر أن أجب فخرج نصر من باب له آخر حتى خرج من المدينة وأخذ مسلم بن أحوز وكان على شرطة نصر فقتل [٤١٢] وحدثني معاوية بن محمد قال حدثني بيهس بن حبيب الرام قال ظهر أبو مسلم في رمضان سنة تسع وعشرين ومئة فحبس عبد الله بن معاوية وأخويه ثم قتله وخلّى عن أخويه في سنة ثلاثين ومئة وهرب نصر بن سيار فبعث أبو مسلم قحطبة بن شيب فلقي قحطبة نباتة أحد بني أبي بكر بن كلاب بجرجان في ذي الحجة سنة ثلاثين ومئة فقتل نباتة وابنه حبة بن نبانة [خليفة / ص ٤١٣].
(١) ووافق خليفة بن خياط في هذا التوقيت وأعني وقوع حادثة قديد سنة ١٣٠ هـ كما سنذكر بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>