للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة ثمان وخمسين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

وفي هذه السنة نزل المنصور قصره الذي يعرف بالخلد (١) وفيها غزا الصائفة معيوف بن يحيى من درب الحدث فلقي العدو فاقتتلوا ثم تحاجزوا (٢).

[ذكر الخبر عن وفاة أبي جعفر المنصور] (٣)

وفيها شخص أبو جعفر من مدينة السلام، متوجهًا إلى مكة؛ وذلك في شوّال، فنزل - فيما ذكر- عند قصر عبْدوَيَهْ، فانقضّ في مقامه هنالك كوكب، لثلاث بقين من شوّال بعد إضاءة الفجر، فبقى أثرُه بَيِّنًا إلى طلوع الشمس، ثم مضى إلى الكوفة، فنزل الرُّصافة، ثم أهلّ منها بالحجّ والعُمرة، وساق معه الهدي وأشعرَه وقلَّده؛ لأيامٍ خلت من ذي القعدة. فلما سار منازل من الكوفة عرضَ له وجعه الذي توفِّيَ منه (٣).

واختلف في مبلغ سِنِّه يوم توفِّي، فقال بعضهم: كان يوم توفِّي ابن أربع وستين سنة.

وقال بعضهم: كان يومئذ ابن خمس وستين سنة.


(١) وقال البسوي وفيها (١٥٨ هـ) نزل أبو جعفر قصره الذي لم يخلد فيه [المعرفة ١/ ٢٦] ولم يذكر الطبري هنا أن المنصور سمّاه الخلد وقد ذكرنا آنفًا (٨/ ٥٢ / ١) أن البلاذري ذكر في كتابه أنساب الأشراف أنه كان يعاقب من يطلق عليه ذلك ويقول إنما الخلد في الجنة.
(٢) وقال خليفة: وفيها غزا معيوف بن يحيى فقتل وسبى [تاريخ خليفة: ٢٨٢].
(٣) انظر تعليقنا (٨/ ٦٢ / ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>