للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= المهاجرون، فقتلوا المقاتلة، وسبوا الذراري، فلم يزالوا في أيدي سادتهم حتى كتب عمر: خلّوا ما في أيديكم، قال: وسار أبو موسى إلى جند يسابور. الخبر (فتوح البلدان / ٥٣٧).
وأخرج ابن أبي شيبة (١٣ / ح ١٥٦٧٤): حدثنا عفان قال ثنا أبو عوانة قال حدثنا المغيرة عن سماك بن سلمة أن المسلمين لما فتحوا تستر وضعوا بها وضائع المسلمين وتقدموا لقتال عدوهم، قال: فغدر بهم دهقان تستر فأحمى لهم تنورًا وعرض لهم لحم الخنزير، والحمير، أو التنور، قال: فمنهم من أكل فترك قال فعرض على نهيب بن الحارث الضبي فأبى فوضع في التنور، قال: ثم إن المسلمين رجعوا فحاصروا أهل المدينة حتى صالحوا الدهقان، فقال ابن أخ لنهيب لعمه: يا عماه! هذا قاتل نهيب، قال: يا بن أخي! إن له ذمة، قال سماك: بلغني أن عمر بلغه ذلك فقال يرحمه الله وما عليه لو كان أكل.
قلنا: وإسناد البلاذري (مرسل) وكذلك إسناد ابن أبي شيبة وقد ذكرناها في قسم الصحيح لأنها مراسيل متعددة المخارج وتفيد كلتاهما أن تستر فتحت ثم غدر أهلها، ثم فتحت، والله تعالى أعلم.

ذكر فتح السويس
قال الطبري: اختلف أهل السير في أمرها، ثم ذكر الطبري ثلاث روايات تأريخية في فتح السويس الأولى (٤/ ٨٩ / ٥٢٠) ضعيفة الإسناد جدًّا ولكن صح ما ورد فيها من أن أبا موسى صالح أهل السويس بعد حصارها ولكن في الرواية هذه أمورًا لا تتعلق بتفاصيل المعارك وإنما بشروط سياه (القائد الفارسي الذي أسلم) والمكاتبة التي جرت بين أبي موسى وسيدنا عمر (رضي الله عنهما) في شأن تلك الشروط ولم نجد رواية صحيحة تؤيد ذلك فذكرناها في قسم الضعيف.
أما الرواية الثانية (٤/ ٩١ / ٥٢١) فإسنادها ضعيف وفي متنها غرابة ولم نجد في الروايات الصحيحة تأييدًا لها.
أما الرواية الثالثة (٤/ ٩٢ / ٥٢٢) فإسنادها ضعيف جدًّا وفيها تفاصيل عن حياة دانيال لم نجدها في الروايات الصحيحة، ولكن عثور الجيش الفاتح على جثة دانيال فقد أخرجها ابن أبي شيبة (بدون هذه التفاصيل) كما سنذكر بعد قليل.
١ - فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (١٣ / ح ١٥٦٦٧): حدثنا مروان بن معاوية عن حميد بن حبيب أبي يحيى أن خالد بن زيد وكانت عينه أصيبت بالسوس: قال: حاصرنا مدينتها فلقينا (حميدًا) وأمير الجيش أبا موسى، وأخذ الدهقان عهده وعهد من معه، فقال أبو موسى: اعزلهم فعزلهم وجعل أبو موسى يقول لأصحابه: إني لأرجو أن يخدعه الله عن نفسه، فعزلهم وأبقى عدو الله، فأمر به أبو موسى فنادى وبذل له مالًا كثيرًا، فأبى وضرب عنقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>