ويومَ تَركتمْ في الغبارِ ابن مرثدٍ ... وأَوسًا تركتمْ حيثُ سار وعَسكرا
(٥: ٥٥١).
قال: وأخبرَني أبو الذّيال زهير بن هنيد عن جدِّه أبي أمّه، قال: قُتل من بكر بن وائل يومئذ ثمانيةُ آلاف. (٥: ٥٥١).
قال: وحدّثنا التميميّ، رجل من أهل خُراسان، عن مولىً لابن خازم، قال: قاتل ابن خازم أوسَ بن ثعلبة وبكر بن وائل، فظَفِر بهرَاةَ، وهرب أوس وغلبه ابن خازم على هَراة، واستعمل عليها ابنَه محمدًا، وضّم إليه شّماس بن دثار العُطارديّ، وجعل بُكَير بن وِشَاح على شُرطِتِه، وقال لهما: ربِّياه؛ فإنَّه ابن أختكما، فكانت أمه من بني سعد يقال لها: صفيّة، وقال له: لا تخالفْهما، ورجع ابن خازم إلى مَرْو. (٥: ٥٥١).
ذكر الخبر عن تحرُّك الشيعة للطلب بدم الحسين
قال أبو جعفر: وفي هذه السنة تحرّكت الشيعة بالكوفة، واتّعدوا الاجتماع بالنُّخَيلة في سنة خمس وستين للمسير إلى أهل الشام للطلب بدم الحسين بن عليّ، وتكاتَبوا في ذلك.
ذكر الخبر عن مبدأ أمرهم في ذلك:
قال هشام بنُ محمَّد: حدّثنا أبو مخنف: قال: حدّثني يوسف بن يزيد عن عبد الله بن عوف بن الأحمر الأزديّ، قال: لما قتل الحسين بن عليّ، ورجع ابن زياد من مُعسكَره بالنَّخِيْلة، فدخل الكوفة؛ تلاقتِ الشيعة بالتلاوُم والتندُّم، ورأت أنها قد أخطأت خطأ كبيرًا بدُعائهم الحسينَ إلى النصرة وتركهم إجابتَه، ومقتِله إلى جانبهم لم يَنصروه، ورأوا أنَّه لا يُغسل عارُهم والإثم عنهم في مقتله إلا بقتل مَن قَتله، أو القتل فيه، ففزعوا بالكُوفة إلى خمسةِ نفر من رؤوس الشيعة إلى سليمان بن صُرَد الخُزاعيّ، وكانت له صُحبة مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وإلى المُسَيّب بن نجبَة الفزارِيّ، وكان من أصحاب عليّ وخيارهم، وإلى عبد الله بن سعد بن نفيل الأزديّ، وإلى عبد الله بن والٍ التَّيميّ، وإلى رِفاعة بن شَدَّاد البَجَليّ.