الرّوم فيه يحيى بن عبد الباقي رسول المسلمين المتوجّه في الفداء، وانصرف الأمير ومَنْ معه.
وخرج - فيما ذكر - أحمد بن طُغان بعد انصرافه من هذا الفداء في هذا الشهر في البحر، أو خلف دميانة على عمله على طَرَسوس، ثم وجّه بعده يوسف بن الباغمرديّ على طَرَسُوس، ولم يرجع هو إليها.
* * *
[[ذكر أمر المعتضد مع عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف وأخيه بكر]]
وفي يوم الجمعة لعشر خَلَوْن من شهر رمضان من هذه السنهْ قُرئ كتاب على المنبر بمدينة السلام في مسجد جامعها، بأن عمر بن عبد العزيز بن أبي دُلف صار إلى بدر، وعبيد الله بن سليمان في الأمان يوم السبت لثلاث بقين من شعبان سامعًا مطيعًا منقادًا لأمير المؤمنين، مذعنًا بالطاعة والمصير معهما إلى بابه، وأنّ عبيد الله بن سليمان خرج إليه فتلقاه، وصار به إلى مضرب بدر، فأخذ عليه وعلى أهل بيته وأصحابه البَيْعة لأمير المؤمنين، وخلع عليه بدر وعلى الرؤساء من أهل بيته، وانصرفوا إلى مضرِبٍ قد أعِدّ لهم، وكان قبل ذلك قد دخل بكر بن عبد العزيز في الأمان على بدْر وعبيد الله بن سليمان، فولَّيَاه عمل أخيه عمر، على أن يخرج إليه ويحاربه، فلما دخل عمر في الأمان قالا لبكر: إن أخاك قد دخل في طاعة السلطان؛ وإنما كنا ولَّيناك عمله على أنه عاصٍ، والآن فأمير المؤمنين أَعلَى عَيْنًا فيما يرى من أمركما، فامضيا إلى بابه (١).
ووليَ عيسى النوشريّ أصبهان، وأظهر أنه من قِبَل عمر بن عبد العزيز، فهرب بكر بن عبد العزيز في أصحابه، فكُتب بذلك إلى المعتضد، فكتب إلى بدْر يأمره بالمقام بموضعه إلى أن يعرف خبر بكر وما إليه يصير أمره، فأقام وخرج الوزير عبيد الله بن سليمان إلى أبي محمد عليّ بن المعتضد بالرَّيّ، ولحق بكر بن عبد العزيز بن أبي دُلف بالأهواز، فوجّه المعتضد في طلبه وصيفًا موشكير، فخرج من بغداد في طلبه حتى بلغ حدود فارس، وقد كان لحقه - فيما
(١) انظر المنتظم (١٢/ ٣٦٠) فقد ذكر الخبر مختصرًا جدًّا.