للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ونكرر هنا قولنا السابق: "إن أي ضعف في السند يؤثر بالسلب على متن الرواية التاريخية مبالغةً أو نسيانًا أو قلبًا للحقائق أو حشوًا أو طعنًا في عدالة الصحابة وما إلى ذلك".

الإمام الحسين بن علي يتراجع عن اجتهاده ويتبين له صواب جمهور الصحابة فيما خالفوه من الرأي
هذه الرواية الصحيحة عند الطبري عن خروج الحسين واستشهاده - رضي الله عنه - تؤيد أن الحسين بن علي - رضي الله عنهما - كان رجلًا حصيفًا عاقلًا ما كان ليلقي بنفسه في المهالك كما يصور الشلبي وغيره من أنه يشبه ملاكًا صغيرًا طاهرًا كطفل يمد يده إلى القمر ليبلغه، ولولا أنه وثق بتلك العهود والعقود والأيمان التي أرسلها شيعة الكوفة لما خرج - رضي الله عنه -.
ولكنه حين وصل إلى الميدان وعاين الأمر بأمِّ عينيه أراد أن يفاوض ويذهب إلى يزيد ليبايعه أو يذهب إلى الثغور مجاهدًا بعدما تبين له صواب اجتهاد الصحابة ورجحان رأيهم ولكن كتائب الفاسق عبيد الله نفّذوا فعلتهم الشنيعة فأخزاهم الله من قتلةٍ مجرمين لم يراعوا حرمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آل بيته وريحانته سيد شباب أهل الجنة - رضي الله عنه - وأرضاه.

محنة الأمة باستشهاد الإمام الجليل الحسين بن علي - رضي الله عنها -
قلنا: الذي ثبت تاريخيًا أن الحسين بن علي - رضي الله عنهما - بعث ابن عمه مسلم بن عقيل - رضي الله عنه - إلى الكوفة ليتأكد من صحة وصدق بيعة شيعة الكوفة له ولكي يوطد الأمر ويكتب إليه بذلك فكان أن قتل مسلم بن عقيل - رضي الله عنه - في أواخر سنة ستين [تاريخ الذهبي ٦٠ - ٨١ هـ / ١٧١] ولقد وردت روايات موضوعة وأخرى شديدة الضعف أكثرها من طريق رواة متروكين كذابين وضاعين كأبي مخنف (لوط بن يحيى) والواقدي والكلبي ولقد وضعناها جميعًا في قسم الضعيف، وحاول الأئمة المتأخرون أن ينقوا التاريخ الإسلامي من هذه الروايات ومع ذلك فقد ذكروا بعضها كما فعل ابن كثير رحمه الله ثم قال: وللشيعة الرافضة في صفة مصرع الحسين كذب كثير وأخبار باطلة وفيما ذكرنا كفاية وفي بعض ما أوردناه نظر ولولا أن ابن جرير الطبري وغيره من الحفاظ والأئمة ذكروه ما سقته. أ. هـ[البداية والنهاية] (٦/ ٤٢٣)].
ولقد ذكر الكذاب الوضاع أبو مخنف أباطيل وتهم في رواياته منها أن ابن الزبير شجع الحسين بن علي على الخروج إلى الكوفة كي يقتل ويخلو له الجو ... إلى آخر ذلك الحشو والنكارة وقد ذكرنا جميع رواياته في الضعيف والحمد لله على نعمة الإسناد حقًّا إن قول الطبري في مقدمته بوجود روايات مستشفعة في تاريخه ينطق تمامًا على روايات أبي مخنف الباطلة.
ورأينا لزامًا أن نذكر هنا في قسم الصحيح الروايات التاريخية الصحيحة التي تبين رأي =

<<  <  ج: ص:  >  >>