للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم دخلت سنة خمسين ومائة ذكر الخبر عمّا كان فيها من الأحداث

[[ذكر خروج أستاذسيس]]

فممّا كان فيها من ذلك خروج أستاذسيس في أهل هَراة وباذَغيس وسجِسْتان وغيرها من عامّة خُراسان، وساروا حتى التقوْا هم وأهل مَرْو الروذ، فخرج إليهم الأجثم المرْورُّوذِيّ في أهل مَرْو الرّوذ، فقاتلوه قتالًا شديدًا حتى قتِل الأجثم، وكثر القتل في أهل مَرْوالرّوذ، وهزم عدّة من القوّاد؛ منهم معاذ بن مسلم بن معاذ وجبرئيل بن يحيى وحمّاد بن عمرو وأبو النّجْم السِّجستانيّ وداود بن كرّاز، فوجّه المنصور وهو بالبردَان خازم ابن خزيمة إلى المهديّ؛ فولاه المهديّ محاربة أستاذ سيس، وضمّ القوّاد إليه (١).

وكتب خازم بما فتح الله عليه، وأهلك عدوّه إلى المهديّ، فكتب بذلك المهديّ إلى أمير المؤمنين المنصور (٢).


(١) ذكر خليفة بن خياط هذا الخبر مختصرًا ومجزّءًا بين سنتين فقال ضمن حديثه عن وقائع سنة ١٤٩ هـ: وفيها خرج أشناشيش (بدلًا من أشاذيس] فوجّه إليه أمير المؤمنين جبريل بن يحيى ومعاذ بن مسلم فهزمهما ثم قال ضمن حديثه عن أخبار سنة (١٥٠ هـ) وفيها قتل أشناشيش تأريخ خليفة [٢٧٩]. أما البسوي ففصَّل بعض الشيء قائلًا:
وخرج في هذه السنة أهل هراة، وأهل باذغيس وغيرهم من أهل خُراسان، وكانوا في نحو من ثلاثمائة ألف مقاتل، فغلبوا على عامة خُراسان، وغلبوا على مَرو الرّوذ، وقتلوا فيها قتلًا ذريعًا، وقاتلهم عدة من القواد منهم: جبريل بن يَحيى، ومُعاذ بن مُسلم، وحمَّاد بن يَحيى، وأبو النَّجم السّجستاني، فهزموا جميعًا، فوجه إليهم أبو جعفر خازم بن خزيمة، فقتلهم فأكثر فيهم القتل، وبلغ عدة من قتل منهم نحو سبعين ألفًا، ولجأ العلج إلى جبل فيمن.
(٢) انظر تعليقنا السابق (٨/ ٣١ / ١) فقد ذكرنا قول خليفة والبسوي في خروج أستاذسيس - =

<<  <  ج: ص:  >  >>