١ - أن ولاة الشام قد بايعوا لعبد الله بن الزبير سوى الضحاك الذي دعا إلى بيعته سرًّا وهو على دمشق ثم أصبح أميرًا من قمل ابن الزبير على الشام وخاض المعارك ضد مروان وابن زياد وانتصروا عليه في آخر الأمر. ٢ - وأن مروان سار يريد البيعة لابن الزبير بعد أن أعلن الضحاك بيعته لعبد الله بن الزبير وطُرد ابن زياد من العراق وبنو أمية من الحجاز إلَّا أن الطاغية عبيد الله أثناه عن ذلك، وإلَّا كانت الأمة تتجه نحو الاجتماع على ابن الزبير والله أعلم. ٣ - ذكرت هذه الرواية أعداد الجيشين (جيش الزبيريين) بقيادة الضحاك حوالي (٣٠.٠٠٠) (وجيش مروان) بما يقارب (١٣.٠٠٠) وهذان العددان بعيدان من المبالغة التي نراها في الروايات غير الصحيحة (٦٠ ألف وما إلى ذلك). ٤ - تبين هذه الرواية أن مروان بن الحكم وابن زياد انتصرا على الضحاك بمكيدة وحيلة وذلك يبين دهاء مروان وبني أمية بصورة عامة وبساطة أمراء ابن الزبير كالضحاك بن قيس ولقد كان لهزيمة الضحاك أثرًا كبيرًا في انحسار حكم ابن الزبير رضي الله عنه. ٥ - تبين العبارة الأخيرة من الرواية (فنادى منادي مروان لا تتبعوا موليًّا) أن بني أمية لم يكونوا طلاب قتل وسفك إذا ما كانت المعارضة غير مسلمة وإنما كانوا شديدين على من يخرج عليهم للإطاحة بهم وكان شأنهم إكرام أعلام أهل البيت الذين لم يخرجوا عليهم، وإكرام معاوية رضي الله عنه للحسن والحسين رضي الله عنهما ومن بعدهما أكرم بنو أمية ابن الحنفية وزين العابدين وغيرهما- وسنعود إلى هذه الرواية مرة أخرى أثناء حديثنا عن أسباب ذهاب إمارة ابن الزبير رضي الله عنه.