للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر وقعة قرقيسياء]

وفيها كانت وقعة قَرْقيسياء في رَجب.

[ذكر الخبر عن الوقعة بها]

٤٦٨ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن طلحة، ومحمد، والمهلب، وعمرو، وسعيد، قالوا: ولما رجع هاشم بن عُتْبة عن جَلُولاء إلى المدائن وقد اجتمعت جموع أهل الجزيرة، فأمدّوا هِرقل على أهل حِمْص، وبعثوا جندًا إلى أهل هِيت، وكتب بذلك سعد إلى عمر، فكتب إليه عمر: أن ابعث إليهم عمَر بن مالك بن عُتْبة بن نوفل بن عبد مناف في جند، وابعث على مقدّمته الحارثَ بن يزيد العامريّ، وعلى مجنّبتيه رِبعيَّ بن عامر، ومالكَ بن حبيب، فخرج عمر بن مالك في جنده سائرًا نحو هيت، وقدّم الحارث بن يزيد؛ حتى نزل على مَن بِهيت، وقد خندقوا عليهم. فلما رأى عمر بن مالك امتناعَ القوم بخندقهم واعتصامهم به؛ استطال ذلك، فترك الأخبية على حالها، وخلّف عليهم الحارث بن يزيد محاصرَهم، وخرج في نصف النّاس يعارض الطريق حتى يجيء قَرْقِيسياء في غِرّة، فأخذها عَنوة، فأجابوا إلى الجِزاء، وكتب إلي الحارث بن يزيد: إن هم استجابوا؛ فخلّ عنهم فليخرجوا، وإلّا فخندق على خندقهم خندقًا أبوابُه ممّا يليك حتى أرى من رأي. فسمحوا بالاستجابة، وانضمّ الجند إلى عمر، والأعاجم إلى أهل بلادهم (١) (٤: ٣٨).

وقال الواقديّ: وفي هذه السنة غرّب عمرُ أبا مِحْجن الثقفيّ إلى باضع. قال: وفيها تزوّج ابن عُمر صفيّة بنت أبي عُبيدة (٢). (٤: ٣٨).


(١) إسناده ضعيف وكذلك ذكر الذهبي في تأريخ الإسلام -عهد الخلفاء الراشدين-: أن وقعة قرقيسياء كانت سنة (١٦ هـ). وفي معجم البلدان: أن قرقيسياء بلد على نهر خابور قرب رحبة مالك بن طوق (معجم البلدان ٤/ ٣٢٨).
(٢) قلنا: الواقدي متروك وقد ذكر هذه الحادثة بدون إسناد وذكر ابن حجر في الإصابة في ترجمة أبي محجن قال: وذكر المدائني عن إبراهيم بن حكيم عن عاصم بن عروة: أن عمر غرّب أبا محجن وكان يدسن الخمر، فأمر أبا جهراء البصري ورجلًا آخر أن يحملاه في البحر فيقال: إنه هرب منهما وأتى العراق أيام القادسية- وذكر أبو عمر نحوه وزاد: أن عمر كتب =

<<  <  ج: ص:  >  >>