للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخرج الحارث بن هشام في سبعين من أهل بيته، فلم يرجع منهم إلا أربعة، فقال المهاجر بن خالد بن الوليد:

مَنْ يَسْكُنِ الشامَ يُعَرِّسْ بِه ... والشأمُ إن لم يُفنِنا كارِبُ

أفنَى بَني رَيْطَةَ فُرسانُهُمْ ... عشرون لم يُقصَصْ لهم شارِبُ

ومِنْ بَني أعمامِهمْ مِثْلَهم ... لمِثلِ هذا أعْجِبَ العاجِبُ

طعنًا وطاعونًا مَناياهُمُ ... ذلك ما خَطّ لنا الكاتِبُ

قال: وقَفَل عمر من الشام إلى المدينة في ذي الحجة، وخطب حين أراد القفول، فحمِد الله وأثنى عليه، وقال: ألا إني قد ولِّيتُ عليكم، وقضيتُ الذي عليّ في الذي ولّاني الله من أمركم، إن شاء الله قسطْنا بينكم فيئكم، ومنازلكم، ومغازيكم، وأبلغنا ما لديكم، فجنَّدنا لكم الجنود، وهيَّأنا لكم الفروج، وبوّأناكم ووسَّعنا عليكم ما بلغ فيئُكم، وما قاتلتم عليه من شأمكم، وسمّينا لكم أطماعكم، وأمرنا لكم بأعطياتكم، وأرزاقكم، ومغانمكم، فمن علم عِلْمَ شيء ينبغي العمل به، فبلّغنا؛ نعملْ به إن شاء الله، ولا قوّة إلّا بالله. وحضرت الصلاة، وقال الناس: لو أمرتَ بلالًا فأذّن! فأمره فأذّن، فما بقيَ أحدٌ كان أدرك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وبلال يؤذّن له إلّا بكى حتى بلّ لحيته، وعمر أشدّهم بكاء، وبكى مَنْ لم يدركه ببكائهم، ولذكره - صلى الله عليه وسلم - (١). (٤: ٦٥/ ٦٦).

[ذكر خبر عزل خالد بن الوليد]

٥٠١ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن أبي عثمان وأبي حارثة، قالا: فما زال خالد على قِنَّسرين حتى غزا غَزْوته التي أصاب فيها، وقسم فيها ما أصاب لنفسه (٢). (٤: ٦٦).

٥٠٢ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن أبي المجالد مثله. قالوا: وبلغ عمرَ: أنّ خالدًا دخل الحمام، فتدلّك بعد النورة بثخين عُصفر معجون بخمر؛ فكتب إليه: بلغني: أنك تدلَّكت بخمر؛ وإنّ الله قد حرّم ظاهرَ


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>