وفيها قتل شريح الحبشيّ، وكان سبب ذلك أنه حين وقع الصّلْح، هرب في عِدّة من الحبَشة، فقطع الطريق فيما بين واسط وناحية الجبل والأهواز، ونزل قريةً من قُرى أمّ المتوكّل يقال لها ديري، فنزل في خانها في خمسة عشر رجلًا، فشربوا وسكروا، فوثب عليهم أهلُ القرية فكتّفوهم، وحملوهم إلى واسط، إلى منصور بن نصر، فحملهم منصور إلى بغداد، فأنفذهم محمد بن عبد الله إلى العسكر، فلمّا وصلوا قام بايكباك إلى شُريح، فوسَّطه بالسيف وصُلِب على خشبة بابك، وضرب أصحابه بالسياط ما بين الخمسمئة إلى الألف.
* * *
وفي شهر ربيع الآخر منها توفِّيَ عبيد الله بن يحيى بن خاقان في مدينة أبي جعفر.
* * *
[ذكر حال بُغا ووصيف]
وفيها كتب المعتزّ إلى محمد بن عبد الله في إسقاط اسم بغا ووصيف ومن كان في رسمهما من الدواوين.
ذكر أن محمد بن أبي عون أحد قوّاد محمد بن عبد الله ناظره لمّا صار أبو أحمد إلى سامرّا في قتل بُغا ووَصيف، فوعَده أن يقتلهما؛ فبعث المعتزّ إلى محمد بن عبد الله بلواء، وعقد لمحمد بن أبي عون لواء على البصرة واليمامة والبحرين، فكتب قومٌ من أصحاب بُغا ووصيف إليهما بذلك، وحذّروهما محمدَ بن عبد الله؛ فركب وصيف وبُغا إليه يوم الثلاثاء لخمس بقين من ربيع الأول، فقال له بغا: بلَغنا أيها الأمير ما ضمنه ابن أبي عون من قتلنا؛ والقوم قد غدروا وخالفوا ما فارقونا عليه؛ والله لو أرادوا أن يقتلونا ما قدروا عليه، فحَلف لهما أنه ما علم بشيء من ذلك؛ وتكلّم بُغا بكلام شديد، ووصيف يكفُّه، وقال