وسِماك بن خَرَشة في وفود من وفود أهل الكوفة بالأخماس على عمر، فنسبهم، فانتسب له سِماك، وسماك، وسماك، فقال: بارك الله فيكم! اللهمّ اسْمُكْ بهم الإسلام، وأيِّدهم بالإسلام! فكانت دَسْتَبي من هَمَذان ومسالحها إلى هَمَذان، حتى رجع الرّسول إلى نعيم بن مقرّن بجواب عمر بن الخطَّاب: أما بعدُ: فاستخلف على هَمَذان، وأمدّ بُكَير بن عبد الله بسماك بن خَرشة، وسرْ حتى تقدم الرّيّ، فتلقى جمعهم، ثم أقِمْ بها، فإنها أوسطُ تلك البلاد، وأجمعها لما تريد. فأقرّ نُعيم يزيد بن قيس الهَمْذانيّ على هَمَذان، وسار من واج الرُّوذ بالناس إلى الريّ.
وقال نعيم في واج الرّوذ:
لمَّا أتاني أن موتا ورَهْطه ... بني باسِلٍ جَرُّوا جُنودَ الأعاجمِ
نَهَضتُ إليهم بالجنود مُساميًا ... لأمْنَعَ منهم ذِمَّتي بالقَواصِمِ
فجئنا إليهم بالحديدِ كأننا ... جِبالٌ تراءى من فُروع القَلاسِم
فلما لَقِيناهُمْ بها مُسْتفيضَةً ... وقد جعلوا يَسْمونَ فِعْلَ المُساهِمِ
صَدَمْناهُمُ في واجِ رُوذَ بِجْمعنا ... غداةَ رَمَيْناهمْ بإحدى العظائمِ
فما صبروا في حَوْمَةِ الموتِ ساعَةً ... لحدِّ الرِّماحِ والسيوفِ الصَّوارِمِ
كأنهُمْ عند انبِثاثِ جُموعِهِمْ ... جِدارٌ تَشَظَّى لَبْنُهُ للهَوادِمِ
أصَبْنا بها موتا ومَن لفَّ جَمْعَه ... وفيها نهابٌ قَسْمُهُ غيرُ عاتِمِ
تَبعْناهُمُ حتى أوَوْا في شِعابِهِمْ ... نُقَتِّلُهُمْ قَتْلَ الكلابِ الجواحِمِ
كأنهُمُ في واجِ رُوذَ وَجَوِّهِ ... ضئينٌ أصابَتْها فُروجُ المخارِمِ
وسماك بن مَخْرمة هو صاحب مسجد سِماك.
وأعاد فيهم نعيم كتاب صلح هَمَذان، وخلّف عليها يزيد بن قيس الهمذانيّ، وسار بالجنود حتى لحق بالرّيّ، وكان أوّل نسل الدّيلم من العرب، وقاولهم فيه نُعيم.
فتح الرّيّ
قالوا: وخرج نُعيم بن مقرّن من واج رُوذ في الناس -وقد أخرَبها- إلى دَسْتَبَي، ففصل منها إلى الرّيّ، وقد جمعوا له، وخرج الزينبيّ أبو الفرُّخان،