للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصنع بالرّبعيّ؟ قال: أخلّي والله سبيله. ثم دعاء بموسى بن كعب وأمر به فألجم بلجام حمار، وأمر باللجام أن يجذب فجذِب حتى تحطّمت أسنانه، ثم قال: اكسروا وجهه، فدُقّ أنفه، ووجأ لحيته، فنَدَرَ ضرس له، ثم دعا بلاهز بن قريط، فقال لاهز: والله ما في هذا الحق أن تصنع بنا هذا، وتترك اليمانييّن والرّبَعيين، فضربه ثلثمئة سوط، ثم قال: اصلبوه، فقال الحسن بن زيد الأزديّ، هو لي جار وهو بريء مما قُذِف به، قال: فالآخرون؟ قال: أعرفهم بالبراءة، فخلّى سبيلهم. [٧/ ١٠٧ - ١٠٨].

[ثم دخلت سنة ثمان عشرة ومئة]

[ولاية عمار بن يزيد على شيعة بني العباس بخراسان]

وفيها وجّه بكير بن ماهان عمّار بن يزيد إلى حراسان واليًا على شيعة بني العباس؛ فنزل - فيما ذكر - مرْو، وغيّر اسمه وتَسمى بخِداش، ودعا إلى محمد بن عليّ؛ فسارع إليه الناس، وقبلوا ما جاءهم به؛ وسمعوا إليه وأطاعوا، ثم غيَّر ما دعاهم إليه، وتكذَّب وأظهر دين الخُرّميّة؛ ودعا إليه، ورخّص لبعضهم في نساء بعض؛ وأخبرهم أن ذلك عن أمر محمد بن عليّ؛ فبلغ أسد بن عبد الله خبرُه، فوضع عليه العيون حتى ظفر به، فأتِيَ به، وقد تجهّز لغزو بلخ، فسأله عن حاله، فأغلظ خِداش له القول، فأمر به فقطِعت يده، وقلع لسانه، وسُملت عينه (١).

* * *

[ذكر ما كان من الحارث بن سريج مع أصحابه]

فذكر عليّ بن محمد عن أشياخه، قال: لما قدم أسد آمُل في مبدئه، أتوه بخِداش صاحب الهاشميّة، فأمر به قُرْعة الطبيب، فقطع لسانه، وسمل عينه، فقال: الحمد لله الذي انتقم لأبي بكر وعمر منك! ثم دفعه إلى يحيى بن نعيم الشّيبانيّ عامل آمُل. فلما قفل من سَمَرْقند كتب إلى يحيى فقتله وصلبه بآمُل، وأتِيَ أسد بحزَوّر مولى المهاجر بن دارة الضّبيّ، فضرب عنقه بشاطئ النهر، ثم


(١) انظر المنتظم (٧/ ١٨٦) والبداية والنهاية (٧/ ١٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>